الأخرى، ويحسن به كذلك أن يكون له بيت في المدينة، حتى يستطيع أبناؤه أن ينتفعوا بما فيها من وسائل التربية والتعليم، ويتعلموا بعض الفنون الصناعية (٦٧). لكن ومن واجب الأسرة أن تقضي أكبر جزء تستطيعه من الوقت في بيتها الريفي:
"ذلك أن للبيت الريفي مزايا عظيمة شريفة على حين أن كل ما للإنسان من ملك يتطلب من صاحبه العمل ويعرضه للخطر، والخوف، وخيبة الأمل. أما البيت الريفي فهو على الدوام صادق شفيق رحيم … ففي الربيع تبعث الأشجار الخضراء، ويبعث تغريد الطيور، في نفسك البهجة والأمل، وفي الخريف يعود عليك الجهد المعتدل بثمرة تعادله مائة مرة، وأنت طول العام أبعد ما تكون عن الحزن والكآبة. ذلك أن البيت الريفي هو البقعة التي يحب فيها الرجال الصالحون الأشراف أن يجتمعوا بعضهم ببعض … فأسرع إذن إلى هناك، وطر من كبرياء الأغنياء وخيانة أشرار الرجال (٦٨) ".
ويرد على هذا كاتب يسمى جيوفني كمبانو Giovanni Compano بالنيابة عن ملايين الملايين من الفلاحين فيقول: "لو لم أكن من أبناء الريف، لابتهجت من فوري بهذا الوصف للسعادة الريفية، أما وأنا الريفي الزارع، "فإن ما ترونه أنتم سبباً للبهجة، أراه أنا باعثاً للملل والسآمة" (٦٩).