كتاب قصة الحضارة

الانحلال الخلقي - الأخلاق العامة - ج: 21 - ص: 121

على الفقراء من أهل الأبرشية التي يعيش فيها. وإذ كان المتسولون لا يحصى لهم عدد، فإن بعض الكنائس كانت تقيم ما يشبه مطاعم الشعب الحديثة، وجرياً على هذه السنة كانت كنيسة القديسة مارية (سانتا ماريا) في كامبو سانتو بروما، تطعم ثلاثة عشر متسولا في كل يوم وألقى متسول في أيام الاثنين والجمعة (٨٥)، وكانت المستشفيات العامة، ومستشفيات المجذومين؛ وملاجئ المرضى الميئوس من شفائهم، والفقراء، واليتامى، والحجاج المعدمين، والعاهرات التائبات، كانت هذه كلها كثيرة العدد في إيطاليا إبان عصر النهضة. واشتهرت بستويا وفيتربو باتساع نطاق مؤسساتها الخيرية، وفي مانتوا أنشأ لدوفيكو جندساجا المستشفى الكبير Ospedale Maggiore للعناية بالفقراء والعجزة، وخصه بثلاثة آلاف دوقة كل عام من الأموال الحكومية (٨٦). وأنشئت في البندقية جمعية عرفت باسم جمعية البليجريتي Pellegrini من أعضائها تيشيان وابنى سانسوفينى Sansovini لتقديم المعونة المتبادلة لأعضائها والبائنات للبنات الفقيرات، إلى غير هذه وتلك من أعمال البر. وكان في فلورنس في عام ١٥٠٠ ثلاث وسبعون منظمة مدنية تقوم بأعمال الإحسان. وتأسست في عام ١٢٤٤ جمعية الإخوان البائسين Fraternita della Mesericordtia، ولكنها أهملت حتى ماتت، ثم أعيدت في عام ١٤٧٥؛ وكان أعضاؤها من غير رجال الدين الذين أخذوا على أنفسهم أن يزوروا المرضى، ويقوموا بأعمال البر الأخرى، واستمالوا إليهم قلوب الشعب بإقدامهم بشجاعة على العناية بضحايا الطاعون؛ ولا تزال مواكبهم الصامتة التي يسيرون فيها بأثوابهم السود من أعظم المناظر رهبة وتأثيراً في المشاعر في فلورنس (٨٧). وكان في البندقية جماعة من هذا النوع تدعى أخوة سان روكو Confraternita di San Rocco؛ وأنشئت في روما جماعة الأخوة المحزونين Sodality ol the Doloros