للدولة في الميدان أمام الكاتدرائية فتشعلها. وفي يوم عيد الجسد الطاهر يقف الاستعراض ليستمع الموكب إلى أنشودة تغنيها جماعة من البنات والأولاد، أو يشاهد حادثة من الحوادث التاريخية الواردة في الكتاب المقدس أو الأساطير الوثنية، تمثلها إحدى الهيئات. وإذا ما جاء عظيم في زيارة للمدينة كان يستقبل بموكب تشترك فيه العربات على نمط موكب النصر الروماني القديم الذي كان يستقبل به القائد المنتصر، مثال ذلك أنه لما زار ليو العاشر فلورنس مدينته المحبوبة في عام ١٥١٣ خرج أهل المدينة على بكرة أبيهم ليشاهدوا مركبة نصره التي زخرفها ورسم صورها بنتورمو Pontormo وهي تمر تحت أقواس عظيمة منصوبة في شارع المدينة الرئيسي، وسارت سبع عربات أخرى في هذا الموكب يستقلها أفراد يمثلون سبعة أشخاص كبار في التاريخ الروماني، وفي آخرها غلام عار مغطى بالذهب يرمز إلى حلول العصر الذهبي بمجيء ليو؛ ولكن الغلام توفي بعد الموكب بقليل من تأثير الطلاء الذهبي (٩٦).
وكان يحدث أحياناً أن ترمز مواكب العربات في عيد المساخر بفلورنس إلى فكرة معينة مثل الفطنة، أو الأمل، أو الخوف، أو الموت، أو العناصر، أو الرياح، أو الفصول، أو كانت تمثل أحياناً بطريقة الإشارات الصامتة قصة كقصة باريس أمير طروادة وهلين اليونانية؛ أو باخوس وأدرباني، مصحوبة بالأغاني التي تتناسب مع كل منظر من مناظرها. وقد كتب لورندسو أغنيته الذائعة الصيت الموجهة إلى الشباب والمرح لإحدى هذه "المقنعات". وكان كل من في المدينة- من الغلمان إلى الكرادلة- يلبس قناعاً، ويلعب ألعاباً، ويغازل ويتحرر من كل قيد تحرراً يثأر فيه لنفسه مقدماً من الصوم الكبير. وفي عام ١٥١٢ حين بدا أن فلورنس لا تزال تنعم بالرخاء، ولكن الكوارث التي لم تكن تخطر بالبال لم تكن بعيدة عنها بأكثر من بضعة شهور، أعد بيرو دى كوزيمو