عرضت مسرحية ميناكمي Menaechmi تأليف بلوتوس للمرة الأولى في إيطاليا، وبذلك مهد السبيل لمسرحية النهضة أتم التمهيد. ولما آذن القرن الخامس عشر بالرحيل فقدت المسرحية الدينية ما كان لها من سلطان على النظارة المتعلمين في إيطاليا، وأخذت الموضوعات الوثنية تحل بالتدريج المطرد الزيادة محل الموضوعات الوثنية؛ ولما أن ألف الكتاب الإيطاليون أمثال ببينا Bibbiena ومكيفلي، وأريستو، وأريتينو مسرحياتهم، كتبوها بأسلوب بلوتوس البذيء بعيدة كل البعد عن قصص مريم والمسيح التي كانت من قبل محببة لإيطاليين؛ وعادت إلى الظهور في هذه المسالي الإيطالية جميع مناظر المسلاة الرومانية، وجميع الحبكات المصطنعة السطحية التي تدور حول الأخطاء الجنسية، أو الخطأ في تمييز الأشخاص بعضهم من بعض، أو في المراتب والطبقات. وظهرت في المسلاة كذلك جميع أنواع الشخصيات، ومنها القوادون والعاهرات، التي كان بلوتوس يسرُ بها الطبقات الدنيا من النظارة، وخشونة الطبقات السفلى القديمة واستهتارها.
ولم يكن للمأساة مكان ما فوق مسرح النهضة رغم احتفاظ هذا العصر بمسرحيات سنكا، ورغم استكشاف المسرحيات اليونانية من جديد. ذلك أن أهل ذلك الوقت كانوا يفضلون المتعة والتسلية على الدرس العميق، ولهذا كانوا ينظرون شذراً إلى مسرحية سوفونسيا Sophonisba (١٥١٥) لجيان ترسينو Gian Trissino ومسرحية روزا مندا Rosamunda لجيوفني روتشلاى. وقد مثلت هذه المسرحية الأخيرة أمام ليو العاشر في فلورنس في ذلك العام نفسه.
وكان من سوء حظ المسلاة الإيطالية أنها تشكلت حين كانت أخلاق الإيطاليين في الحضيض. وإن قدرة مسرحية مثل كالندا Calanda تأليف ببينا، ومندرجولا Mandragola لمكيفلي، على إشباع رغبات الطبقات