الشخصية والأناقة. فقد كان الحاكم يختار عادة كنيسة محببة له، ويجعل المرنمين فيها موضع عنايته، وينفق المال بسخاء ليجذب إليها أجمل الأصوات وأحسن الآلات من إيطاليا، وفرنسا، وبرغندية، فكان يدرب المغنين الجدد منذ طفولتهم كما فعل فيدريجو في أربينو، وكان ينتظر من أفراد المرنمين أن يقيموا للدولة حفلات غنائية ولبلاطه أعياداً من حين إلى حين. وقد ظل جويوم دوفاى Guillaume Dufay من أهل برغندية يشرف على الموسيقى في قصور آل مالاتستا في ريميني وبيزارو وفي معبد البابا في روما نحو ربع قرن (١٤١٩ - ١٤٤٤). ونظم جالياتسو ماريا اسفوردسا Galeazzo Maria Sforzo حوالي عام ١٤٦٠ جماعتين من المرنمين الدينيين، وجاء إليهم من فرسنا بجوسكان دبريه Josquin Depres الذي كان وقتئذ أشهر المؤلفين جميعاً في أوربا الغربية. ولما احتفى لودفيكو اسفوردسا بليوناردو في ميلان كان احتفاؤه به بوصفه موسيقياً؛ ومما هو جدير بالملاحظة أن ليوناردو اصطحب معه في سفره من فلورنس إلى ميلان أطلانطي مجليورُتي Atlante Migliorotti وهو موسيقي ذائع الصيت وصانع آلات موسيقية. وأشهر من أطلانطي هذا في صناعة القيثارة، والعود، والأرغن، والبيان البدائي، لورندسو جوسناسكو Lorenzo Gusnasco من أهل بافيا الذي اتخذ ميلان كغيرها من المدن موطناً له. وكان بلاط لودفيكو يموج بالمغنين نذكر منهم نارتشسو Narcisso وتبستاجرسا Testagrossa وكوديير Cordier من أهل فلاندرز، وكوستوفورو رومانو Cristoforo Romane الذي أحبته بيتريس حباً طاهراً عفيفا. وكان بدرو ماريا Pedro Maria الأسباني يقود الحفلات الموسيقية في القصر وحفلات الجماهير، وأنشأ فرنكشيتو جافوري Franchino Gaffuri مدرسة خاصة ذائعة الصيت في ميلان واشتغل فيها بتعليم الموسيقى. وكانت إزبلا دست مولعة أشد الولع بالموسيقى؛ واتخذتها أهم موضوع لزخرفة حجرتها الداخلية الخاصة،