الاسم Soprano لأن علاماته الموسيقية كانت تكتب فوق سائر العلامات. ولم يكن هذا الجزء من الغناء في حاجة إلى صوت النساء، فقد كان كثيراً ما يغنيه غلام أو كان هو الصوت النشاز Falsetto من رجل كهل (ولم يظهر الغلمان المخصيون بين المنشدين لدى البابوات قبل عام ١٥٢٦)(١٠١).
وكان قدر كبير من العلم بالموسيقى يطلب إلى أفراد الطبقة المتعلمة، فكان كستجليوني مثلا يتطلب إلى رسوله المهذب أن يكون من هواة الموسيقى وأن يبرع فيها إلى حد ما لأنها "لا تجعل عقول الرجال حلوة فحسب، بل إنها في كثير من الأحيان تبدل الوحوش إلى حيوانات مستأنسة أليفة"(١٠٢). وكان ينتظر من كل شخص مثقف أن يقرأ الموسيقى البسيطة بمجرد النظر إليها، وأن يعزف على آلة ما وهو يغني، وأن يشترك في أية حفلة موسيقية دون سابق استعداد (١٠٣). وكان الأهالي في بعض الأحيان يقيمون حفلات تجمع بين الغناء، والرقص، والعزف على الآلات الموسيقية. وكانت الجامعات بعد عام ١٤٠٠ تقدم للطلاب برامج موسيقية وتمنح فيها درجات علمية؛ وكان في إيطاليا مئات من المجامع الموسيقية؛ وأسس فتورينو دا فلترى حوالي عام ١٤٢٥ مدرسة لتعليم الموسيقى في مانتوا؛ ولفظ كنسير فتوري Conservatory الذي يطلق على المعاهد الموسيقية في هذه الأيام يرجع في الأصل إلى لفظ كنسير فتوري ( Conservatori) أي الملاجئ، لأن الملاجئ في نابلي كانت تتخذ أيضاً مدارس لتعليم الموسيقى (١٠٤). وكان مما ساعد على انتشار الموسيقى غير ما سبق استخدام فن الطباعة في طبع العلامات الموسيقية؛ فقد حدث حوالي عام ١٤٧٦ أن طبع ألريخ هاهن Ulrich Hahn في روما كتاباً كاملا للصلوات بالعلامات الموسيقية المتنقلة والسطور؛ وفي عام ١٥٠١ بدأ أتافيانو ده بيتروتشي Ottaviano Petrucci في البندقية أعمال الطباعة التجارية للأناشيد الدينية" والفاكهة الصغيرة".
وفي بلاط الملك والأمراء كانت الموسيقى أبرز الفنون عدا فنون الزينة