الصغير حرية المرور إلى روما لتحقيق الهدف الذي طالما تمناه وهو أن يتوّجه البابا إمبراطوراً. وانضم لويس الثاني عشر إلى هذا الحلف لأن النزاع فجر بين فرنسا والبندقية حول اقتسام شمالي إيطاليا. وانضم إليه كذلك فرديناند ملك أسبانيا لأن البندقية أصرت على الاحتفاظ ببرنديزى، وأترانتو Otranto وغيرهما من ثغور أبوليا التي ظلت عدة قرون جزءا من مملكة نابلي، ولكن البندقية استولت عليها أثناء المتاعب التي لاقتها البندقية في عام ١٤٩٥. وانضم يوليوس للحلف (١٥٠٩) لأن البندقية لم تكتف برفض الجلاء عن رومانيا، بل إنها فضلا عن ذلك لم تتردد في الجهر برغبتها في الاستيلاء على فيرارا- التي تقر بأنها إقطاعية بابوية. وكانت الخطة التي وضعتها الدول الأوربية وقتئذ هي أن تستولي فيما بينها على جميع أملاك البندقية أرض إيطاليا، فتسترد أسبانيا ما كان لها من المدن على شاطئ البحر الأدرياوي، ويسترد البابا إقليم رومانيا، ويحصل مكسمليان على بدوا، وفيتشندسا وتريفيزو، وفريولي، وفيررنا، ويستولي لويس على بيرجامو وبريشيا، وكريما، وكريمونا، ووادي نهر أدا. ولو قدر النجاح لهذه الخطة لانمحت إيطاليا من الوجود، ولوصلت فرنسا وألمانيا إلى نهر البو، وكادت أسبانيا تصل إلى التيبر، ولأحاطت أملاك الأجانب بالولايات البابوية وضيقت عليها الخناق ولحُطمت البندقية التي كانت وقتئذ خط الدفاع ضد زحف الأتراك. ولم تتقدم دولة إيطالية لمعونة البندقية في هذه الأزمة الطاحنة، ذلك أنها كانت قد أغضبتها كلها تقريباً بجشعها، حتى أن فيرارا نفسها التي كانت ترتاب فيها بحق خذلتها وانضمت إلى الحلف، وعرض جندسالو النبيل، الذي أقاله فرديناند من منصبه بغلظة وجفاء، خدماته على البندقية ليكون قائداً لجيوشها، ولكن مجلس شيوخها لم يجرؤ على قبول هذا العرض، لأن أمله الوحيد في البقاء هو أن يفصل من الحلف أعضاءه واحداً بعد واحد.