للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(١. ٢٥٠. ٠٠٠ دولار) (٢٧)، كانت الجيوش الإمبراطورية في أشد الحاجة إليها، ولم يمض بعدئذ إلا قليل من الوقت حتى أغض كلمنت البصر عن مؤامرة دبرها جيرولومو موروني Girolomo Morone لتحرير ميلان من سيطرة الإمبراطور. وكشف مركيز إبيسكارا سر هذه المؤامرة لشارل، وزج موروني في السجن. وعامل شارل فرانسس الأسير بالمماطلة التي يعامل بها السنور الفأر الواقع في قبضته، ذلك أنه بعد أن خدر أعصابه بسجنه ومجاملته أحد عشر شهراً، وافق على أن يطلق سراحه مشترطاً عليه ذلك الشرط المستحيل التنفيذ، وهو أن يسلم الملك كل ما لفرنسا من الحقوق، ثابتة كانت أو مزعومة، على جنوى، وميلان، ونابلي، وفلاندرز، وآرتوا، وتورناي، وبرغندية، ونبره (نافار)؛ وأن يمد فرانسس شارل بما يحتاجه من السفن والرجال لتسيير حملة على روما أو على الأتراك، وأن يتزوج فرانسس إليانورا أخت شارل، وأن يسلم الملك أكبر ابنيه وهما فرانسس البالغ من العمر عشر سنين، وهنري البالغ تسعاً إلى شارل ليكونا رهينتين عنده ضماناً للوفاء بهذه الشروط. ووافق فرانسس على هذه الشروط كلها بمقتضى معاهدة مدريد (١٤ يناير سنة ١٥٢٦). وأكد هذه الموافقة بأغلظ الأيمان، وإن كان ضميره ياجي ويوارب. وسمح له بعدئذ في السابع عشر من مارس أن يعود إلى فرنسا تاركاً ولديه سجينين في مكانه. فلما وصل إليها أعلن أنه لا ينوي الاستمساك بالوعود التي بذلها تحت الضغط والإرهاب، وأعفاه كلمنت مستعيناً بالقانون الكنسي من التمسك بإيمانه، وفي الثاني والعشرين من مايو وقع فرانسس، وكلمنت، والبندقية، وفلورنس، وفرانتشيسكو ماريا اسفوردسا حلف كنياك، وتعهدوا فيه بإرجاع آستي، وجنوي إلى فرنسا، وإعطاء اسفوردسا ميلان إقطاعية فرنسية، وأن ترد إلى كل ولاية إيطالية كل ما كان لها من أملاك قبل الحرب، وأن يُفتدى الأسرى الفرنسيون بمليو كرون، وان تمنح نابلي