للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كلمنت مجموع الخسائر بعشرة ملايين (١٢٥. ٠٠٠. ٠٠٠ دولار) (٤٣).

ودام السلب والنهب ثمانية أيام، كان كلمنت في خلالها يشاهده بعينيه من أبراج سانت أنجيلو؛ ويتوسل إلى الله كما توسل إليه أيوب المعذب: "فلماذا أخرجتني من الرحم، كنت قد أسلمت الروح ولم ترني عين" (٤٤)! وامتنع وقتئذ عن حلق لحيته، فلم يحلقها بعد ذلك أبداً، وظل سجيناً في القلعة من ٦ مايو إلى ٧ ديسمبر سنة ١٥٢٧، وهو يأمل أن تأتيه النجاة من جيش دوق أربينو، أو من فرانسس، أو هنري الثامن. وسر شارل، وكان لا يزال وقتئذ في أسبانيا، عند سماعه بسقوط روما، ولكنه روع حين ترامت إليه أنباء وحشية الناهبين، وتنصل من تبعة هذه المنكرات، ولكنه أفاد كل الإفادة من ضعف البابا وخذلانه. وفي السادس من شهر يونيه أرغم ممثلوه- وقد يكون ذلك على غير علم منه- كلمنت بأن يوقع شروط سلم مهينة، وافق البابا بمقتضاها على أن يؤدي لهم وللجيش الإمبراطوري ٤٠٠. ٠٠٠ دوقة، وأن يسلم إلى شارل مدائن بياتشتدسا، وبارما، ومودينا، وقصور أستيا، وتشفيتا فيتشيا، وسانت أنجيلو نفسها؛ وأن يبقى سجيناً في هذه القلعة الأخيرة حتى يسلم المائة والخمسين ألفا الأولى من هذا المبلغ، ثم ينقل بعدئذ إلى جائيتا Gaeta أو نابلي، حتى يقرر شارل نفسه مصيره. وسمح لجميع من كانوا في قلعة سانت أنجيلو بمغادرتها ماعدا كلمنت وثلاثة عشر من الكرادلة، الذين صحبوه إليها، وعهد إلى الجنود الأسبان والألمان بحراسة الحصن، وأبقوا البابا على الدوام تقريباً محصوراً في جناح ضيق منه، وصفه جوتشيارديني في ٢١ يونيه بقوله: "إنهم لم يتركوا له فيه من المتاع ما يساوي عشرة اسكودوات (١). وأسلم كل ما كان قد أخذه معه في فراره من الفضة والذهب إلى آسريه ليوفي بذلك مائة ألف دوقة من مال الفداء.


(١) عملة إيطالية كانت موجودة من القرن السابع عشر إلى التاسع عشر في إيطاليا وصقلية قيمتها أقل قليلا من الدولار الأمريكي. (المترجم).