إلى خارجها، ونظم قوة قوامها ثلاثة آلاف رجل هاجم بهم المحاصرين لكنه هزم وخسر من جنوده ألفي رجل، وأسر هو نفسه، وجيء به أمام فيريدسيو مارمليدي Fadrizio Marmalidi وهو قائد من أهل كلابريا كان على رأس الخيالة في جيش الإمبراطور. وأمر مارمليدي أن يؤتى بفيروتشي Ferucci مقبوضاً عليه أمامه، وأخذ يدفع الخنجر في صدره حتى فارق الحياة (٥١). وأخذ القائد الذي استأجرته فلورنس ليتولى قيادة المدافعين عنها، وهو مالاتستا بجليوتي، يتفاوض لعقد اتفاق غادر مع المحاصرين، فأدخلهم المدينة، وصوب مدافعه نحو الفلورنسيين. واضطرت المدينة بتأثير الجوع واختلال النظام إلى التسليم (١٢ أغسطس سنة ١٥٣٠).
وأصبح ألسندرو ده ميديتشي دوقاً على فلورنس وجلل أسرته العار بما ارتكبه من أعمال النهب وما أظهره من قسوة، فعذب مئات من الذين حاربوا دفاعاً عن الجمهورية، أو نفوا منها، أو قتلوا تقتيلا. وأرسل الراهب بنيديتو إلى كلمنت، فأمر هذا بسجنه في قلعة سانت أنجيلوا، وفيها سجن الراهب حتى هلك من الجوع كما تقول إحدى الروايات التي لا يوثق بصحتها (٥٢). وحل مجلس السيادة الذي كان يتولى حكم المدينة، وأطلق من ذلك الوقت اسم بالاتسو فيتشيو ( Palazzo Vacchio أي قصر فيتشيو) على بالاتسو دلا سنيوريا ( Palazzo della Sagnoria أي قصر السيادة)؛ وأنزل الناقوس الضخم العظيم الذي يزن أحد عشر طناً والمسمى بالبقرة La Vacco والذي ظل أجيالا طوالا يدعو الناس من البرج الجميل إلى الاجتماع- أنزل هذا الناقوس من موضعه، وحطم تحطيما؛ "حتى لا تستمع بعدئذ إلى صوت الحرية العذب" كما يقول أحد كتاب اليوميات المعاصرين (٥٣).