للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كلها فدعا جميع الإمارات إلى الانضمام إلى اتحاد من جميع أجزاء إيطاليا للدفاع المشترك عنها ضد الهجوم الخارجي- ماعدا هجوم شارل نفسه- وهي الوحدة التي سعى إليها دانتي عند الإمبراطور هنري السابع، وبترارك عند الإمبراطور شارل الرابع؛ وها هي ذي الآن تتحقق بالخضوع المشترك إلى دولة أجنبية. وبارك كلمنت هذا الاتفاق كله، وتوج شارل إمبراطوراً بأن وضع على رأسه تاج لمباردي الحديدي، وتاج الإمبراطورية الرومانية المقدسة الإمبراطوري البابوي (٢٢ - ٢٤ فبراير سنة ١٥٣٠).

وسجل حلف البابا والإمبراطور بدماء فلورنس. وتفصيل ذلك أن كلمنت اعتزم أن يعيد إلى أسرته ما كان لها من سلطان فدفع ٧٠. ٠٠٠ دوقة إلى فليبرت أمير أورنج (الذي أبقاه سجيناً)، لينشئ بها جيشاً يجتاح به جمهورية الأثرياء التي أقيمت هناك في عام ١٥٢٧. وسير فليبرت للقيام بهذه المهمة عشرين ألفاً من الجنود الألمان والأسبانيين، الذين اشترك الكثيرون منهم في نهب روما (٤٩). واحتلت هذه القوة بستويا وبراتو Prato في شهر ديسمبر سنة ١٥٢٩ وضربت الحصار على فلورنس. وأراد أهل المدينة البواسل أن يعرضوا المهاجمين لنيران المدفعية الفلورنسية، فدمروا كل بيت، وحديقة، وجدار، في مسافة تمتد ميلا كاملا حول حصون المدينة؛ وترك ميكل أنجيلو أعمال الحفر التي كان يقوم بها في قبور آل ميديتشي ليبني الحصون والأسوار أو يعيد بناء ما كان قد تهدم منها. ودام الحصار سبعة أشهر قاست فيها لمدينة الأهوال، فقد شح فيها الطعام حتى بيع الفأر أو القط بما يعادل اثني عشر دولاراً ونصف دولار (٥٠). وسلمت الكنائس آنيتها، وسلم الأهلون صحافهم، وتبرعت النساء بحليهن، كي تحول كلها إلى نقود لابتياع المؤن أو الأسلحة. وأخذ الرهبان الملتهبون وطنية أمثال الراهب بنيديتو دا فويانا Benedetto Da Foiana يرفعون روح الأهلين المعنوية بعظاتهم الدينية. وفر رجل شجاع من أهل المدينة يدعى فرانتشيسكو فيروتشي