يفهم لم ينهك الإنسان نفسه لينال فوق حاجته من الذهب والشهرة الخادعة الزائلة بعد الموت. ولهذا قصر معظم عمله بعد أن نال في الفاتيكان من نصيره الذي أصبح بابا وظيفة مرغدة لا يقوم فيها بعمل كبير- قصر بعدئذ معظم عمله على رسم الصور التي قلما فاقه فيها غيره من المصورين.
ويختلف عنه بلدا سارى بيروتسي Baldassari Peruzzi. فقد كان شخصاً طموحاً رددت الأجيال اسمه الطنان الرنان وراء جبال الألب الإيطالية. وكان ابن نساج (والفنانون في أغلب الأحيان من أصل وضيع: لأن الطبقات الوسطى يجري أفرادها أولا وراء المنافع المادية، يرجون أن يجدوا الفراغ الذي يمكنهم من الاستمتاع بالجمال إذا ما بلغوا سن الشيخوخة؛ أما أبناء الطبقة العليا، فهم وإن كانوا يغذون الفن ويناصرونه، يؤثرون فن الحياة على حياة الفن. وكان مسقط رأسه في سينا (١٤٨١) وأخذ فن الرسم عن سدوما وبنتو رتشيو ثم عجل بالذهاب إلى روما. ويلوح ki i أنه هأنه هو الذي رسم الصور التي في سقف حجرة إليو دورو في الفاتيكان، والتي رآها رافائيل من الحسن بحيث ترك معظمها دون أن يدخل عليه شيئاً من التغيير. وفي هذه الأثناء وقع في حب الآثار القديمة، كما وقع في حبها برامنتي، وأخذ يقيس أرض الطبقات السفلى من الهياكل والقصور القديمة، ويدرس أشكال الأعمدة وتيجانها ونظام وضعها، حتى صار خبيراً أخصائياً في تطبيق فن المنظور على العمارة.
ولما اعتزم أجوتسينو تشيجي أن يشيد قصر تشيجي الريفي دعا بيروتسي لتصميمه (١٥٠٨)؛ وسر الرجل المصرفي من التصميم- سر مما توجت به الواجهة الت يعلى طراز النهضة من قوالب وشرفات؛ ولما وجد أن بيروتسي لا يستطيع التصوير بالألوان، ترك للفنان الشاب الحرية في زخرفة عدد من الحجرات في داخل القصر بالاشتراك مع سباستيانو دل بيومبو ورافائيل. ورسم بلداساري في الردهة التي في مدخل القصر، وفي الشرفة