المكشوفة صورة فينوس تمشط شعرها؛ وليدا وبجمعتها، وأوربا Europa وثورها؛ ودانتي وشاشه الذهبي، وجنيمدي ونسره، وغيرها من المناظر التي تهدف إلى رفع روح ذلك المالي من عمل يومه الرتيب إلى شعر أحلامه. وأحاط بيروتسي مظلماته بخطوط تحددها، وراعى حيل فن المنظور مراعاة لم يسع تيشيان معها إلا أن يظن أنها نحت حقيقي بارز في الحجر (٥٥). وفي ردهة الطابق الأعلى رسم بلداساري مباني خادعة بالفرشاة: شرفات مرفوعة على صور عمد، وأطنافاً مستندة على صور عمد مربوعة، وأشباه نوافذ مطلة على صور حقول. وجملة القول أن بيروتسي قد عشق فن العمارة، واتخذ التصوير خادماً له، يطيع جميع قواعد البناء، ولكنه يخلو من روحه. غير أننا نشتثني من هذا التعميم المناظر المأخوذة من الكتاب المقدس والتي رسمها في شبه قبة لسانتا دلا باتشي Santa Maria della Pace (١٥١٧) ، التي صور فيها رافائي سيبيلات قبل ذلك بثلاث سنين. ولم تكن صور بلداساري تقل عن صور رافائيل روعة، لأن هذه كانت أحسن ما صور بلدسارى، أما صور رافائيل فلم تكن خير صوره.
وما من شك في أن ليو العاشر قد تأثر بما شاهده من تعدد كفايات بيروتسي، لأنه عينه خلفاً لرافائيل كبيراً لمهندسيه في كنيسة القديس بطرس (١٥٢٠)، ثم عهد إليه أن يرسم مناظر مسلاة لاكالندرا ( La Calandra) لبينا (١٥١٢). غير أن كل ما بقي من أعمال بيروتسي في سان بيترو هو رسم قاعدة البناء، التي وصفها سيمندس Symonds بأنها "تفوق في الجمال والطرافة ما رسم من مثلها لكنيسة القديس بطرس"(٥٦). وكان موت ليو، وجلوس بابا يبغض الفن على كرسي البابوية، سببا في عودة بيروتسي إلى سينا، ومنها إلى بولونيا. وفي هذه المدينة الثانية صمم قصر أبيرجاني Aebergani الجميل، وعمل نموذجا لواجهة كنيسة سان بيترونيو التي لم تتم أبداً. لكنه عجل بالعودة إلى روما حين أعاد كلمنت السابع فتح جنة