سيد أكوينا وغيرها .. ومعظم هذه المسرحيات قصص لا تاريخ، وقد أقر بيترو بأنها "أكاذيب شعرية"، ولكنها أكسبته ثناء الرجال الصالحين، وحتى ثناء فتوريا كولنا الصالحة الفاضلة. وكانت بعض الجهات ترى أنه دعامة كبرى للكنيسة، وراجت في وقت ما إشاعة بأنه سيعين كردنالا.
وأكبر الظن أن رسائله هي التي أبقت على شهرته كما أبقت على ثروته وكانت الكثرة الغالبة منها مدائح بعث بها إلى الممدوحين أو إلى أشخاص متصلين بهم. وكان يقصد بها صراحة أن ينال رفدهم، أو معاشاً منهم، أو غير هذا وذاك من المساعدات؛ وكان في بعض الأحيان يعين ما يريد أن يناله والوقت الذي يناله فيه. وكان أريتينو لا يكاد يكتب هذه الرسائل حتى يطبعها، وكان هذا أمراً تستلزمه قوتها الإيحائية. وكانت إيطاليا تتخاطبها لأنها تتيح لها بطريق غير مباشر أن تكون وثيقة الصلة بالمشهورين من الرجال وبشهيرات النساء، ولأنها كتبت بطريقة مبتكرة مليئة بالحياة، والبهجة، والقوة، لا يسمو إليها أي كاتب آخر في ذلك الوقت. وكان أريتينو من ذوي الأسلوب الممتع وإن لم يسع هو إلى أن يكون له هذا الأسلوب. وكان يسخر من آل بمبو الذين كانوا يعملون لصقل كتاباتهم صقلا كاملا يفقدها الحياة كلها، وقد قضى على عبادة الكتاب الإنسانيين؛ اللغة اللاتنية، والدقة المتناهية في مراعاة قواعد اللغة ورشاقة اللفظ. وكان يتظاهر بأنه يجهل الأدب، ولهذا كان يشعر بالتحرر من النماذج الموضوعة المعقدة الملتبسة، ولم يكن يتقيد في كتاباته إلا بقاعدة واحدة تسيطر عليه دون غيرها وهي أن تكون كتابته تلقائية في لغة بسيطة خالية من اللف والدوران، معبرة عن تجاربه في الحياة ونقده لها، وعن حاجاتها البسيطة المألوفة من طعام وكساء. وفي وسعنا أن نجد بين أكداس السخافات التي تحتويها هذه الرسائل ماسات متلألئة: رسائل رقيقة لعاهر محبوبة في مرضها، وقصصاً مضطربة من التاريخ المحلي، ومغرب الشمس يصفه في رسالة إلى