للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= بالبندقية)؛ والعذراء الغجرية (١٥١٠ في فينا)؛ الأم الحزينة Mater Doloros (١٥٥٤ في برادو)؛ والترشيح لإحدى الوظائف الدينية- وهي منظر كامل كبير (طوله ٢٦ قدماً وعرضه إحدى عشرة قدماً ونصف قدم) يحتوي على مناظر جبال، ومبان فخمة، وأشخاص في ألوان زاهية، وصورة مريم العذراء تمثلها فتاة تصعد درجات سلم المعبد، وفي أسفل السلم صورتان لامرأتين من أجمل ما صور تيشيان، وإلى جوار الحائط امرأة عجوز أكثر واقعية من الحياة نفسها، تبيع البيض. وهذه الصورة من أجمل صور تيشيان الدينية. وصور مريم مرة أخرى في صورة "العذراء والأرنب" (حوالي ١٥٣٠ وهي الآن في متحف اللوفر). وصورة التجلي (حوالي ١٥٦٠ في متحف سان سلفاتوري، بالبندقية) وقد صورها وهو في الثالثة والثمانين من عمره، وهي فكرة قوية تمثل الحواريين في شدة الدهشة، وصورة متلألئة وضاءة للمسيح نفسه. ويرى كل شكل في صورة "العشاء الأخير" (١٥٦٤ في الإسكوريال) متقناً غاية الإتقان عدا صورة المسيح- التي عجز ليوناردو أيضاً عن إتقانها في مثل هذه الصورة؛ ويُرى المسيح في صورة "المسيح المتوج بالشوك" (١٥٤٢ في متحف اللوفر) وكأنه مجالد في حلبة القديس وتشبه صورته هنا الصورة التي رسمها له ميكل أنجيلو. وصوره اتشي هومو Ecce Homo المعروضة في معرض التصوير بفينا تجعل هي الأخرى المسيح إلها ضخماً قوي العضلات يعرضه بيلاطس البنطي (وهو صورة مضحكة لأريتينو نفسه) على جمع حاشد لا يتألف من غوغاء أورشليم بل من شخصيات ممتازة مثل شارل الخامس، وسليمان القانوني، ولافينيا Lavinia ابنة تيشيان، وتيشان نفسه. وفي أنكونا Ancona صورة للصلب (حوالي ١٥٦٠) يصغر فيها جسم المسيح المصلوب فيصبح ذا حجم يقلبه العقل؛ وفي الإسكوريال صورة أخرى (١٥٦٥) تصور الظلام في الساعة الأخيرة تصويراً متقناً، يلف التلال، والجو، والصليب، والمشاهدين عند قدمه. وصور تيشيان دفن المسيح في صورتين- إحداهما في عام ١٥٢٩ (في متحف اللوفر) والأخرى بعد ثلاثين عاماً (في متحف برادو) - وقد رسم نفسه في الصورة الثانية، ولعله فعل ذلك أيضا في الصورة الأولى قصور نفسه فيها بشكل جوزف "الذي مل الرامة". ورسم في تاريخ غير معروف على وجه التحقيق صورة "العشاق في عموس" (متحف اللوفر)، وهي صورة بديعة ولكنها مفرطة في الرقة. وقد كان رمبرانت Rembrandt أكثر منه نجاحاً في إظهار مبلغ الروع الذي أحس به الحاضرون في ساعة التعارف الذي لم يكن أحد يحلم به. ورسم تيشيان لشارل الخامس (١٥٥٤) صورة سميت تارة "الثالوث" وتارة أخرى "يوم الحساب"، وتسمى في متحف برادو "تسبيحة المجد: وهي خليط مهوش من الموس، والسيقان، ثم يظهر في سحابة الأقنوم الثاني من الثالوث ومعه الروح القدس يتخذ شكل النور الأول. وتبدو هذه الصورة سخيفة بعض السخف، ولكن الإمبراطور حملها معه حين لجأ إلى أحد الأديرة في عام ١٥٥٧، وأمر أن توضع فوق المذبح العالي بعد وفاته.