للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ليتوس Pomponius Laetus على أن يكون من الكتاب الإنسانيين، ومن أجل ذلك كانت رسائله تضارع رسائل إرزمس في ظرف لغتها اللاتينية الفصحى، وكان محدثاً مهذباً يحيط نفسه برجال قادرين ممتازين. على أن السبب في اختياره الكرسي البابوي لم يكن لمواهبه وفضائله بقدر ما كان لكبر سنه وضعفه؛ فقد كان في سن السادسة والستين، وكان في وسع الكرادلة أن يثقوا بأن سيموت بعد قليل، ويتيح لهم فرصة أخرى للمساومة ونيل المناصب الكنسية التي تدر عليهم المال الوفير (١١)، ولكنه ظل يقاوم رغباتهم خمسة عشر عاماً كاملاً.

أما من حيث روما، فقد كانت مدة توليته البابوية من اسعد الأيام في تاريخها. ففي أيامه كلف لاتينو مانتي Latino Manetto المشرف على المباني في أيامه أن يجفف الأرض، ويسويها، ويوسع الشوارع ويشق كثيراً من الميادين العامة الجديدة، وأن يستبدل بالأحياء القذرة مباني فخمة جميلة، وحسن بهذه الطريقة أحد الشوارع الكبرى- المعروف باسم شارع بولس Paul's Codso- حتى أصبح يضارع شامب إليزيه Champs Elysees في باريس، وكان اعظم أعمال بولس الدبلوماسية أنه أقنع شارل الخامس وفرانسس الأول بأن يعقدا هدنة تدوم عشر سنين (١٥٣٨). وكاد يصل إلى غرض عظيم نبيل- هو التوفيق بين الكنيسة وبين البروتستنتية الألمانية- لولا أن جهوده قد جاءت بعد الأوان. وقد أوتي من الشجاعة- التي يعوزها كلمنت السابع- ما جعله يدعو إلى عقد مجلس عام للكنيسة. ونشر مجلس ترنت المنعقد تحت رياسته بموافقته العقيدة الدينية الصحيحة، وأصلح كثيراً من مساوئ رجال الدين، وأعاد النظام والأخلاق الفاضلة بين القسيسين، واشترك مع اليسوعيين في منع الأمم اللاتينية من الانشقاق على الكنيسة الرومانية.

وكانت نقطة الضعف المفجعة في بولس هي تحيزه لأقاربه، فقد وهب