دون أن تعروهن بما نعرف حمرة الخجل. فقد كان الحب، وإغواء النساء، والاغتصاب، والمغامرات، والفكاهة، والعاطفة، ووصف المناظر الطبيعية- كانت هذه هي مادة القصص، وكانت كل طبقة من طبقات المجتمع تمدها بالشخصيات وأنماط الحياة.
وكادت كل مدينة تحتوي على كاتب ماهر في الصورة التي يختارها لقصصه. ففي سالرنو نشر توماسو ده جوارداتي Tomass de Guardati المعروف باسم ماسوتشيو Masuccio في عام ١٤٧٦ خمسين قصة من هذا النوع سماها Novellno، يشيد فيها بكرم الأمراء، وتبذل النساء، ورذائل الرهبان، ونفاق جميع بني الإنسان. وهي أقل صقلا من قصص بوكاتشيو القصيرة، ولكنها كثيراً ما تفوقها إخلاصاً، وقوة، وفصاحة. وفي سينا اتخذت القصة القصيرة صيغة شهوانية، فامتلأت صفحاتها بقصص وثنية عن الحب المبتذل. وانجبت فلورنس أربعة من كتاب القصص الذائعي الصيت Novellieri، هم فرانكو ساكتي Franco Sacchetti صديق بوكاتشيو ومقلده، الذي فاقه بأن تكتب ثلاثمائة قصة قصيرة، كان انحطاطها وبذاءتها سبباً في أن يقرأها كل إنسان تقريباً. وخصص أنجولو فيرندسولو Angolo Firenzulo كثيراً من قصصه للتنديد بآثام رجال الدين، فوصف فيها ما يحدث في أحد الأديرة ذات السمعة السيئة؛ وفضح الأساليب التي يلجأ إليها من يتلقون الاعتراف فيغرون الصالحات من النساء بان يوصين بمالهن إلى الأديرة، وانخرط هو بعدئذ في سلك الرهبان من طائفة فلمبروز Vallombrosan. وبرع أنطون فرانتشيسكو جراتسيني Anton Francesco Grazzini، المعروف في إيطاليا باسم ال لاسكا Il Lasca أي الروش (١) Roach، في كتابة القصص الفكاهية، ويشبه في هذا الماجن بيلوكا Pilucca ولكنه يستطيع أيضاً أن يضيف إلى فكاهاته الأمور
(١) سمك أوربي يعيش في الماء العذب فضي اللون. (المترجم).