الجنسية وسفك الدماء. فقد روى مثلا قصة زوج فاجأ زوجته وهي تزني مع ولده، فقطع أيديهما وأقدامهما، وسمل أعينهما، وقطع لسانيهما وترك الدم ينزف منهما حتى ماتا على فراش الحب. وطرد أنطون فرانتشيسكو دوني Anton Francesco Doni وهو راهب وقس سرفيني من دير البشارة (١٥٤٠) متهماً، فيما يبدو باللواط؛ وانضم في بياتشندسا إلى ناد من الفجار عبدة الشهوات، ثم قدم إلى البندقية وكان فيها عدو أريتينو الألد، وكتب في الطعن عليه كتيبا سمى بذلك الاسم المنذر بسوء عقباه، وهو "زلزال دوني الفورنسي، وتدمير الصنم الكبير عدو المسيح الوحشي في عصرنا"؛ وكان في هذه الأثناء يكتب قصصاً تشتهر بفكاهتها اللاذعة وأسلوبها القوي.
وكان أحسن كتاب القصص في ذلك الوقت هو ماتيو بانديلو Matteoo Bandello الذي طاف في حياته بنصف قارة وعاش نصف قرن (١٤٨٠ - ١٥٦٢). وكان مولده بالقرب من تورتونا Totona. ولهذا لم يلبث أن انضم إلى طائفة الرهبان الدمنيك الذين كان عمه زعيمهم. ونشأ في دير سانتا ماريا دلى جراسي بميلان، ويبدو أنه كان في ذلك الدير حين رسم ليوناردو صورة العشاء الأخير في مطعمه، وحين دفنت بيتريس دست في الكنيسة المجاورة له. وقضى في مانتوا ست سنين من حياته مربيا لأبناء الأسرة المالكة، وغازل فيها لكريدسيا جندساجا، وأبصر إزبلا وهي تقاوم بكل ما كان لديها من فنون أثر الشيخوخة. ولما عاد إلى ميلان عاون الفرنسيين معاونة جدية ضد القوات الألمانية- الأسبانية في إيطاليا؛ ولما حلت الكارثة بالفرنسيين في بافيا حرق بيته، ودمرت مكتبته تدميرا لا يكاد يبقى لها أثراً، وكان من بين ما فيها معجم لاتيني أوشك أن يتمه، وفر وقتئذ إلى فرنسا، والتحق بخدمة سيزاري فريجوسو Cesare Fregoso، زعيم طائفة الرهبان الدمنيك، وأخلص له، وعين أسقف آجن (١٤٥٠)،