بنفسه، وقد أعلن عن عزمه على أن يتفوق على ميكل أنجيلو، وبلغ من قسوته في نقد غيره من الفنانين أن واحداً من أشدهم ظرفاً حاول أن يقتله. وكان كل إنسان تقريباً يبغضه، ولكن كثرة ما عهد إليه من الأعمال في فلورنس وروما توحي بأن مواهبه كانت خيراً من أخلاقه. ولما أن أراد ليو العاشر أن يحصل على صورة أخرى من مجموعة اللوقون التي في قصر بلفدير يهديها إلى فرانسس الأول، طلب الكردنال يبيثا إلى بنديليني أن يقوم بهذه المهمة، فما كان من باتشيو إلا أن وعد بأن يعمل صورة تفوق الأصل، ورُوّع الناسُ جميعاً أنه كاد ينجز ما وعد. وسر كلمنت السابع من نتيجة عمله سروراً حمله على أن يرسل بعض الأصول القديمة الأصلية إلى فرانسس ويحتفظ هو بالنسخة التي نقلها عنها باتشيو ليضعها في قصر آل ميديتشي بفلورنس، ومن هذا القصر انتقلت إلى معرض أفيتسي، ونحت باندينيلي لكلمنت وألسندرو ده ميديتشي مجموعة ضخمة هي مجموعة هرقول وكاكوس التي وضعت فوق مدخل قصر فتشيو إلى جوار تمثال داود لميكل أنجيلو. ولم يحز هذا التمثال رضاء تشيليني، وقال لبندليني في حضرة كوزيمو! "لو أن هرقول في مجموعتك قد قُص شعره لما كان له من الجمجمة ما يتسع لمخه … وإن كتفيه الثقيلتين لتذكران الإنسان بالسلتين الموضوعتين على رذعة حمار، وصدره وعضلاته ليست منقولة عن الطبيعة بل هي منقولة عن كيس من الشمام التالف (٣١). أما كلمنت نفسه فكان يرى أن تمثال هرقول من أروع الآيات الفنية، وأجاز عليه المثال بقدر كبير من المال فضا عن الأجر الذي وعده؛ ورد باتشيو على هذه التحية بأن أطلق اسم كلمنت على ابن غير شرعي رزقه بعد موت البابا بزمن قليل. وكان آخر ما قام به من الأعمال قبر أعده هو لنفسه ولأبيه. وما كاد يتم حتى شغله (١٥٦٠). وأكبر الظن أنه كان ينال اليوم أكثر مما ناله من انتشار الصيت لو أنه لم يتعرض للتشنيع من فنانين يستطيعان أن يكتبا وأن يصورا معاً هما