تصميم باب بانكي Porto de' Banchi إجابة لطلب جماعة من التجار، وأضاف أنطونيو مورندي إلى جامعة المدينة ملعباً ذائع الصيت ضم إلى فنانها العظيم؛ وكتب سباستيانو سيرليو Sebastiano Serlio رسالة في العمارة تضارع رسالة بلادينو فيما كان لها من تأثير، وفي عام ١٥٦٣ عهد البابا بيوس الرابع إلى توماسو لوريتي Tommasso Laureti من أهل بالرم أن ينشئ نافورة في ميدان سان بترونيو Piazza di san Petronio. وعهد أعمال النحت في هذا المشروع إلى فنان فلمنكي شاب جاء وقتئذ من فلورنس، ولعل اسمه قد اشتق من اسم المدينة التي قام فيها بأعظم عمل له. ووضع جيوفني دا بولونيا أو جيان بولونيا نماذج لتسعة تماثيل تقام حول فسقية نيتون Fontana di Nettuna الضخمة، وأقام على قمة هذه المجموعة تمثالا ضخماً لرب البحار عاري الجسم قوي البنية، وصب من البرنز في أركان الفسقية تماثيل لأربعة أطفال سعداء مع دولفين يقفز في الماء؛ ثم وضع بين قدمي نيوتن أربع عذارى رشيقات القوام يعصرن الماء من أثدائهن، وأعادت بولونيا جيان إلى فلورنس مثقلاً بالمال والثناء، ولم تأسف على السبعين ألف فلورين (٨٧٥٠٠٠؟ دولار) التي أنفقتها على النافورة الفخمة، ذلك أن روح الفن المدني كانت لا تزال حية في إيطاليا.
وإننا لتدهشنا، ونحن نلقي نظرة الوداع على روما في عصر النهضة، سرعة إفاقتها من كبوتها بعدما حل بها من الدمار عام ١٥٢٧. لقد أظهر كلمنت السابع من المهارة في مداواة العلة أكثر مما أظهره في منعها. لقد أنقذ الولايات البابوية من الدمار باستسلامه إلى شارل، واستمدت البابوية من مواردها ما تحتاجه من المال لإعادة النظام إلى الكنيسة وتعمير بعض ما تخرب من روما. ولم تكن خزائن البابا قد أحست بعد بنقص الموارد من جراء حركة الإصلاح الديني؛ ولاح في عهد بولس الثالث أن روح النهضة وروعتها قد عادت إليهما الحياة إلى وقت ما.