رشح كرادلة افنيون أحد الأساقفة الأسبان لكرسي البابوية فجلس عليه باسم بندكت الثالث عشر. وعرض هذا البابا أن يستقيل من منصبه إذا حذا جريجوري حذوه، ولكن أقارب جريجوري الذين حلوا في مناصبهم الدينية، أصموا آذانهم عن هذا الطلب. وتخلى بعض كرادلة جريجوري عنه ودعوا إلى انعقاد مجلس عام من رجال الدين. وألح ملك فرنسا على بندكت أن ينسحب، ولكن بندكت أبى أن يصغي إلى إلحاحه، فما كان من فرنسا إلا أن أعلنت خروجها عن طاعته ووقفت من النزاع موقف الحياد. فلما فر بندكت إلى أسبانيا انضم كرادلته إلى زملائهم الذين تخلوا من قبل عن جريجوري، وأصدروا مجتمعين دعوة إلى مجلس يجتمع في بيزا ليختار بابا يرتضيه الجميع.
وكان الفلاسفة المتمردون قبل ذلك الوقت بقرن أو نحوه قد وضعوا الأسس النظرية "لحركة المجالس". فقد كان وليم أوكهام يعارض الفكرة القائلة أن الكنيسة هي رجال الدين، ويقول أن الكنيسة هي جماعة المؤمنين، وأن الكل هو صاحب السلطان الأعلى على كل جزء من أجزائه، وأن من حق هذا الكل أن يعهد بسلطانه إلى مجلس أعلى مؤلف من جميع أساقفة الكنيسة ورؤساء أديرتها، وأن من حق المجلس المؤلف على هذا النحو أن يختار البابا ويجزه، ويعاقبه، ويخلعه. كذلك قال مرسليوس من أهل البدو أن المجلس العام يمثل حكمة العالم المسيحي مجتمعاً فكيف يحق إذن لرجل واحد أياً كان شأنه أن يضع عقله في منزلة أعلى من عقل العالم المسيحي كله؟ وكان يرى أن هذا المجلس يجب ألا يؤلف من رجال الدين وحدهم بل يجب أن ينضم إليهم من غير رجال الدين من يختارهم الشعب. وطبق هينزيخ فن لانجنشتاين أحد رجال اللاهوت الألماني جامعة باريس، (١٣٨١) هذه الأفكار على الانقسام البابوي وقال أنه مهما يكن ما يدعيه البابوات لأنفسهم من سلطان أعلى، فقد حدثت في الموقف أزمة لا يجد المنطق