وسيلة إلى الخروج منها سوى سبيل واحد. ولا يستطيع إنقاذ الكنيسة من الفوضى التي تقوض دعائمها إلا سلطة خارجة عن البابوية تفوق سلطة الكرادلة، ولا يمكن أن تكون هذه السلطة إلا سلطة مجلس عام.
واجتمع مجلس بيزا في ٢٥ مارس ١٤٠٩، ودعي بندكت وجريجوري إلى المثول أمامه فلما تجاهلا هذه الدعوة أعلن خلعها واختار بابا جديداً هو إسكندر الخامس وأمره أن يدعو مجلساً آخر إلى الانعقاد قبل أن يحل شهر مايو سنة ١٤١٢ ثم أجل جلساته. وبذلك وجد ثلاثة بابوات بعد أن لم يكن منهما إلا اثنان. ولم يخفف موت الإسكندر (١٤١٠) من حدة النزاع، لأن كرادلته اختاروا خليفة له يوحنا الثالث والعشرين. ولم يكن في البابوات بعد سميه الثاني والعشرين من هو أكثر منه عناداً وصلابة رأي. وكان هذا الزعيم المغمر وهو يحكم بولونيا نائباً عن البابا باسم بلد ساري كوسا حكم زعماء العصابات المغامرين يفرض الضرائب على كل شيء في الولاية ويجيز لغيره من رجال الحكم فرضها. كان يفرضها على العاهرات والمغامرين والمرابين، ويقول أمين سره أنه أغوى مائتي عذراء، وزوجة، وأرملة وراهبة.
ولكنه كان ذا مال وكان له جيش، ولعله كان يستطيع انتزاع الولايات البابوية من يدي جريجوري فيضطره بذلك إلى النزول عن عرشهِ بعد إفلاسهِ.
وأرجأ يوحنا الثالث والعشرون دعوة المجلس الذي أمر بانعقاد مجلس بيزا أطول ما يستطيع، ولما افتتحه في مدينة كنستانس في الخامس من نوفمبر عام ١٤١٤ لم يحضره إلا عدد قليل ممن دعوا إليه من البطارقة الثلاثة، والكرادلة التسع والعشرين، ورؤساء الأساقفة الثلاث والثلاثين، والأساقفة الخمسين، وعلماء اللاهوت الثلثمائة ومندوبي الجامعات الأربعين، والأمراء الست والعشرين، والنبلاء المائة والأربعين والقساوسة الأربعة الآلاف. ولو أن هؤلاء جميعاً قد حضروا لكان هذا المجلس أكبر مجلس في تاريخ