التي قد تختارها بلادك وأن تحافظ عليها وهل تدافع عنها وتقويها تكريماً لله وتعظيماً له بأقصى ما لديك من قوة؟.
الملك: أوافق على ذلك وأعد به (١).
وبعد أن أقسم الملك على ومسح بالزيت المقدس وكرس حسب الأصول المرعية عهد بالحكم إلى موظفين مرتشين عاجزين وصرف حياته في اللهو مع بيزجافستون الغلام الذي كان يعشقه. لهذا ثار عليه أعيان البلاد وقبضوا على جافستون وذبحوه (١٣١٢) وأخضعوا إدوارد وإنجلترا لحكم الأقلية الثرية والإقطاعية. ولما عاد إدوارد يجلله الخزي والعار بعد أن هزم على أيدي الاسكتلنديين في بنوكبيرن (١٣١٤) أخذ يواسي نفسه بحب جديد هو حب هيو المبذر الثالث. وتآمرت زوجته ازابلا الأميرة الفرنسية التي أهملها مع عشيقها روجردي مورتمر على خلعه عن العرش (١٣٢٦). ثم اغتاله أحد رجال مورتمر في قلعة بركلي (١٣٢٧)، وتوج ابنه إدوارد الثالث ملكاً على إنجلترا وهو في الخامسة عشرة من عمره.
وكانت أهم الحوادث في تاريخ إنجلترا في ذلك العهد وأعلاها قدراً هو أن تقررت في عام ١٣٢٢ سابقة تحتم موافقة جمعية وطنية على كل قانون تسنه الحكومة كي يصبح نافذاً مشروعاً. فقد جرت سنة الملوك الإنجليز منذ زمن طويل إذا ألزمتهم الحاجة أن يدعوا للاجتماع "مجلس الملك" المؤلف من كبار الأعيان ورجال الدين. فلما كان عام ١٢٩٥ كان إدوارد الأول يحارب فرنسا واستكلندة وويلز فاشتدت حاجته إلى المال والرجال فأمر "كل مدينة، وكل بلدة كبيرة أن تبعث باثنين من مواطنيها الأحرار وكل إقليم أو مقاطعة بأن ترسل فارسين (أقل درجة من النبلاء) إلى جمعية وطنية يتألف منها هي ومجلس الملك أول برلمان إنجليزي. وكان الباعث على هذه الدعوة أن المدن على اختلاف أنواعها كان لديها المال وقد يكون مستطاعاً أن يوافق مندوبوها على إعطائه للملك، أما المقاطعات والأقاليم