السلطة الدنيوية. وفي عام ١٣٧٦ شكا مجلس العموم رسمياً من أن جباة البابوية في إنجلترا يبعثون إلى البابا بمبالغ طائلة من المال، وان الكرادلة الفرنسيين غير المقيمين في إنجلترا يحصلون على إيرادات كبيرة من كراسي الأسقفية الإنجليزية.
وكان زعيم الحزب المناهض لرجال الدين في بلاط الملك هو جون جونت. وكانت الحماية التي بسطها جون على ويكلف هي التي جعلته يموت ميتة طبيعية.
وكان مولد أول المصلحين البريطانيين في هبسول القريبة من قرية ويكلف، من أعمال مقاطعة يوركشير في حوالي عام ١٣٢٠ ودرس في جامعة أكسفور، وصار أستاذاً للاهوت، وقضى عاماً (١٣٦٠) بعد ذلك رئيساً لكلية بالبول. ورسم قسيساً، وتلقى من الباباوات عدداً من المناصب أو المرتبات من كنائس الأبرشيات، ولكنه ظل خلال ذلك يدرس في الجامعة. وكان نشاطه الأدبي كبيراً إلى حد روع معاصريه، فقد كتب رسائل في الفلسفة المدرسية عما وراء الطبيعة، وعن اللاهوت، والمنطق، وكتب مجلدين في فن الجدل، وأربعة مجلدات في المواعظ، ورسائل كثيرة متنوعة قصيرة التأثير منها رسالة في السلطة المدنية. وكان معظم ما كتب بلغة لاتينية خالية من الرشاقة عسيرة الفهم من شأنها أن تجعلها قليلة الضرر إلا لعلماء النحو. ولكنه كان يخفي في ثنايا هذا الغموض أفكاراً جد خطيرة، كانت تفصل بريطانيا عن الكنيسة الرومانية قبل أن يفصلها هنري الثامن بمائة وخمس وخمسين عاماً، وتقذف ببيوهيميا في أتون الحرب الأهلية وتسبق جميع أفكار الإصلاح التي نادى بها جون هوس ومارتن لوثر إلا القليل منها.
وبدأ ويكلف عمله بداية سيئة، فاستسلم لمنطق أوغسطين وفصاحته،