وتعد ترويلوس التي نظمها تشوسر على الرغم من جميع هذه النقائص، أول قصيدة، قصصية عظيمة في اللغة الإنجليزية. ولقد وصفها سكوت بأنها "طويلة مملة" وأنها كذلك وقال روزيتي "لعلها أجمل قصيدة قصصية على شيء من الطول في اللغة الإنجليزية"، وهذا أيضاً صحيح. ذلك لأن القصائد الطويلة كلها مملة مهما كان جمالها، فالعاطفة من مقومات الشعر فإذا استغرقت ٨٣٨٦ بيتاً، فإنها تصبح نثراً بسرعة انطفاء الرغبة. ولن تحتاج أي سيدة إلى مثل هذه الأبيات الكثيرة لكي تنام، وقلما تردد الحب وتأمل وماطل وأذعن بهذه البلاغة الفاخرة والأخيلة المطربة، والقافية السهلة السلسة. ولا يضارع هذا النهر العظيم الفياض من النظم سوى رتشارد سون في نثره المتدفق كنهر المسيسبي في تصوير الحب، بأناة، تصويراً نفسياً. ومع ذلك فإن الخطابية المجنحة في سرف وصياغة الكلمات التي لا تحد وسعة المعرفة المعترضة لم تستطيع أن تفسد القصيدة. فهي فوق هذا كله حكاية فلسفية تصور كيف خلقت المرأة للحب، وسرعان ما تحب شخصاً ثانياً إذا طالت غيبة الأول عنها. وفيها شخصية واحدة رسمت وكأنها حية تسعى: بندارس الذي كان في الألياذة قائد جيش ليشيا في طروادة ولكنه يصبح هنا شخصية مفرطة داهية ديوثا جريئاً يقود العاشقين إلى الخطيئة وحسبنا هذه الكلمة تعليقاً عليه. أما ترويلوس فهو محارب مشغول بمدافعة اليونان ويحتقر الرجال الذين يتلكأون على الصدور اللينة ويصبحون عبيد الشهوة، وهو يجن بكريسيد حباً من أول نظرة. ولم يفكر بعد ذلك إلا في جمالها ودلالها ورقتها. وبعد أن انتظرت كريسيد في شوق، مدى ستة آلاف بيت من الشعر، من هذا الجندي الحي أن يصرح بحبه، تقع بين ذراعيهن وقد تنفست الصعداء آخر الأمر، وسرعان ما ينسى ترويلوس عالمين في وقت واحد: