مختلفة. فعمل اثني عشر سنة (من عام ١٣٧٤ - ١٣٨٦)"ومراقباً للجمارك والمكوس" واتخذ له في هذه الفترة مسكناً في قلعة "الدجيت" ودفع في عام ١٣٨٠، مبلغاً لم يذكر مقداره إلى سيسيليا تشومبين لتتنازل عن ادعائها بأنه أغتصبها. وعين بعد ذلك بخمسة أعوام قاضي الصلح لمقاطعة كنت، وفي عام ١٣٨٦ سعى حتى انتخب في البرلمان. وكان يقرض شعره في فترات الراحة من العمل. ووصف نفسه في قصيدته "دار الشهرة" بأنه يعود إلى بيته "بعد أن يسدد ما عليه، وينسى نفسه في كتبه، ويجلس جامداً كالصخر، ويعيش كالناسك في كل شيء إلا الفقر والعفة والطاعة. ويقف ملكاتهِ على تقنية كتبه وأغانيه وأناشيده". ويخبرنا بأنه نظم في شبابه "كثيراً من الأغاني وقصائد التشبيب" ولقد ترجم كتاب فينوس "عزاء الفلسفة". في نثر جيد، وجزءاً من قصيدة جويوم دولوريس "قصة الورد" في نظم بارع. وبدأ فيما يمكن أن يسمى المقطعات الشعرية الهامة "دار الشهرة"، "كتاب الدوقة"، "برلمان الدجاج"، "أسطورة النساء الطيبات"، ولقد سبق وأوضح لنا بأنه لم يكن قادراً على إتمامها. وهذه القصائد جهود تنبئ عن طموح وإن كانت تقليداً صريحاً للأصول الأوربية في الموضوع والشكل جميعاً.
ودأب تشوسر على التقليد بل الترجمة في أحسن قصائده المفردة وهي ترويلوس وكريسيد، فاستعار من "الفلستر اتو" لبوكاشيو ٢٧٣٠ بيتاً وأضاف ٥٦٩٦ بيتاً من مصدر آخر أو صاغها بنفسه. ولم يبذل محاولة ما ليخدع القارئ عن هذه الحقيقة، فهو يذكر مصدره مراراً ويعتذر عن عدم ترجمته بأسره، وبعد هذا التحول من أدب إلى آخر مقبولاً ومفيداً فإن الذين نالوا حظاً من كبيراً من التعليم لم يكونوا يستطيعون وقت ذاك أن يفهموا غير لهجتهم الخاصة. فموضوع القصة حق مشاع كما اعتقد مؤلفو التمثيليات من الإغريق والإنجليز في عهد إليزابيث، والفن إنما يتركز في الشكل.