لسان امرأة حصلت على خمسة أزواج، مذ كانت في الثانية عشرة من عمرها، ودفنت أربعة منهم، وتبحث السادس ليخفف من سورة شبابها.
لقد دعانا الله إلى أن ننمو ونتكاثر ..
ولم يذكر العدد الذي نبلغه،
الزواج من اثنين أو ثمانية،
فلماذا يتحدث المرء عنه بسوء؟
يا عجباً .. هذا هو الملك الحكيم سيدنا سليمان،
أحسب أنه اتخذ أكثر من زوجة،
كما ترك الله الأمر لي
أن أجدد حياتي كالرجل أكثر من مرة …
وا أسفاً وا أسفاً أن يعد الحب خطيئة!
ولن نورد هنا اعترافاتها الفسيولوجية، ولا ما يناظرها من اعتراف مذكور في حكاية سنمور، حيث يعكف تشوسر على دراسة تشريح البطن المنتفخة. ويصبح الجو مهيأ عندما نصل إلى جريزلدا المطيعة أبداً، في حكاية أكسفورد الكهنوتية، ولم يستطع بوكاشيو أو بترارك أن يرويا هذه الخرافة التي حلم بها رجل ألح الضيق عليه بنفس الجودة التي رواها بها تشوسر.
ولم يعطنا تشوسر غير ثلاث وعشرين من الحكايات الثمانية والخمسين التي وعدنا بها في المقدمة، ولعله شعر مع القارئ أن الخمسمائة صحيفة تكفي، وأن نبع ابتكاره قد جف. بل إننا نجد في هذا التيار المتدفق فقرات كدرة. تتجاوزها العين الناقدة. ومهما يكن من شيء فإن التيار البطيء العميق، يحملنا على صفحته وينشر جواً من النضارة، كان الشاعر قد عاش على طوال الشواطئ الخضراء، لا عند بوابة لندن-ومع ذلك فليس نهر التاميز بعيداً عن العين. وتعد بعض الأناشيد من ناحية الجمال الخارجي تمرينات أدبية جامدة، ومع ذلك فإن الصورة المتحركة تأتي حية بشعور وحديث