وكانت الشرور تقلق باله وبخاصة تلك التي لا تنسجم مع القدرة المطلقة على الخير. ويجعل "اركمسيت" يتساءل عن العدل الإلهي بعبارات جريئة كعبارات عمر الخيام:
أوه أيتها الربة القاسية، يا من تحكمين
هذه الدنيا برباط من كلمتكِ الخالدة،
وكتبتِ في لوح قدّ من صخر
كلامكِ وعظمتكِ الخالدة،
وماذا تكون البشرية في تقديركِ
أكثر من خراف تزدحم في حقل؟
لأن الإنسان يحق عليه الذبح كغيره من الأنغام.
وهو يعيش أيضاً بين السجن والاعتقال،
ويلم به المرض وتنزل عليه المصائب الكبار.
ولم يقترف ذنباً في كثير من الأحيان، يؤاخذ عليه.
وأي حكم في العلم السابق،
بأن الذنب يعذب البراءة؟ ..
وعندما يموت الحيوان فإنه لا يحس بألم،
ولكن الإنسان بعد أن يموت عليه أن يبكي ويشكو .. وأنا أترك
الجواب عن هذا كله للآلهة.
وحاول تشوسر في سنواته الأخيرة، أن يعوض التقوى التي أفلتت منه في شبابهِ. وألحق بحكايات كانتربري، التي لم تتم "صلاة تشوسر"، يطلب فيها العفو من الله والناس عن مجونه وانشغاله بغرور الدنيا، وأوصى "عندما تحين منيتي انتحبوا على ذنوبي، واعملوا على انقاذ روحي".
وتحول في هذه السنوات الأخيرة من الاستمتاع بالحياة إلى كآبة امرئ، يسترجع، وقد اضمحلت صحته وحواسه، ذكريات شهواته الطائشة