وكان رجلاً عظيماً في طرازه وجيله، وكانت فضائله خاصة به، أما أوهامه فمن عدوى عصره، كما يجب أن يقول جيته. وتزعم الحركة التي استهدف التخلص من الباباوات المتنازعين، وقصدت إصلاح الكنيسة، وأسهم في إرسال جون هس وجيروم البراغي إلى الموت.
وأخذت الطبقات العليا، تمدح أشخاصها، وتزين دورها، وسط مظاهر الفاقة التي يعانيها شعبها. وارتدى أفراد العامة البسيط من السترات، والقمصان، والسراويل، والأحذية ذوات الرقاب، وقلدت الطبقات الوسطى الملوك، على الرغم من القوانين الخاصة بالنفقات، فارتدى أفرادها، الأردية الطويلة، وربما كانت قرمزية اللون أو محفوفة بالفراء، كما ارتدى السادة النبلاء الصديريات، والجوارب الطويلة، والألفعة الأنيقة والقبعات الرائشة التي تمسح الأرض عند الانحناءات المهذبة ووضع بعض الرجال قروناً على أصابع نعالهم، لتطابق ما على رؤوسهم من رموز غير جلية. وآثرت سيدات من ذوات الحسب، القبعات المخروطية كأبراج الكنيسة، وكن يشددن أجسامهن بسترات ضيقة وسراويل زاهية اللون، وتنورات من الفرو، تتدلى أطرافها على الأرض في جلال ويظهرن صدورهن بينما يزدن من جمال وجوههن بإسدال النقاب عليها. وبدأت الأزرار تستعمل لحبك الملابس (٤٠)، وكانت قبل ذلك مجرد حلي، ونحن نعكس هذه الحركة الآن. وكن يتلألأن، حتى البدينات منهن، بالحرائر والأنسجة المذهبة والمطرزة، والأشرطة والجواهر على الشعر وعلى الرقبة واليدين والرداء والحذاء، وتحت هذا البريق الوقائي، كثرت عند كل نساء الطبقة العليا تقريباً.
وظلت دور الفقراء كما كانت في القرون السابقة، إلا أن النوافذ من الزجاج شاعت فيها، أما القصور الصغيرة وبيوت الأغنياء في المدن فلم تعد سجوناً مظلمة، كانت قصوراً مريحة حسنة التأثيث بساحات فسيحة بها