الجديد" لأرازمس ولترجمة لوثر الألمانية. وغلبت على قصص هذا العصر، الحكايات الغرامية الخفيفة مثل مائة حكاية جديدة التي ألفها انتوان دولاسال أو قصص خيالية عن الفروسية مثل فلور وبلانشفلير. أما الكتاب الذي ألف جيهان ذو اللحية وهو طبيب يسمى السير جون ماندفيل فلا يقل عنها خيالاً، ولقد نشر (حوالي ١٣٧٠) وصفاً لرحلاته المزعومة في مصر وآسيا وبولنده. وادعى جون أنه زار جميع الأماكن التي وردت أسماؤها في الأناجيل، "الدار التي ذهبت إليها مريم العذراء للتعلم"، والموضع الذي سخنت فيه الماء التي غسل بها إلهنا أقدام الرسل، والكنيسة التي فرت إليها مريم لتدر اللبن من صدرها الجليل، وفيها عمود من الرخام، اتكأت عليه، ولا يزال مرطباً بلبنها، ولم تزل الأرض لينة بيضاء حيث تساقط لبنها الأمثل، وبلغ جون ذو اللحية أوجه في وصفه الصين، فلم تكن فصاحة مقيدة بالعلم إلا قليلاً. ولكنه كان يدنو من العلم، بين الحين والحين، كما هو الحال في قوله كيف ظل أحد الناس يتجه ناحية الشرق إلى أن عاد إلى وطنه الجديد، مثل مستر باسبارتو في رواية جيل فيرن. وشرب مرتين من "نبع الشباب"، ولكنه عاد إلى أوربا كسيحاً بداء النقرس، الذي ربما أصيب به لعدم مغادرته ليبج على الإطلاق.
ولقد ترجمت هذه الرحلات إلى مائة لغة وكان لها وقع أدبي عظيم بين الناس أواخر القرون الوسطى.
وأروع ما أنتجه الأدب الفرنسي، في لبقرن الرابع عشر فيما نعلم هو كتاب "التواريخ" الذي نظمه جان فرواسار. هذا المؤلف ولد في فالنسيين عام ١٣٣٨، وعكف على نظم الشعر في بواكير حياته، حتى إذا بلغ الرابعة والعشرين، عبر البحر إلى لندن، ليضع أشعاره، عند قدمي فيليبا أميرة هانو، زوجة الملك إدوارد الثالث. فأصبح كاتم سرها، ولقي أشراف الإنجليز، وأعجب بهم إعجاباً صريحاً، جعله غير محايد