وناشدت ابنتها ماري، أن تقبل هذه الحظية الأخيرة من حظيات زوجها. واستمرت مخلصة للملك، خائنة لعهود الزواج طوال حياتها، حتى إن ملكاً ممن جاءوا بعد ذلك وهو فرنسيس الأول، وكان صاحب خبرة طويلة بهذه الأمور امتدح، "سيدة الجمال كله" بأنها خدمت فرنسا أكثر من أي راهبة حبيسة في دير. " والتذ شارل طعم الحكمة من هاتين الشفتين". ولقد سمح شارل لها أن تخرجه من عادة الخمول والجبن إلى الجد والعزم. فجمع حوله رجالاً قادرين مثل الياور ريشمون، الذي قاد جيوشه، وجاك كير الذي أعاد الاستقرار إلى مالية الدولة، وجان بيرو، الذي جعلت مدفعيته، النبلاء المعارضين يلوذون الفرار والإنجليز يسرعون إلى كاليه.
وكان جاك كير مغامراً في التجارة، ورجلاً لا يعرف نسبه وحظه من التعليم قليل، ومع ذلك، كان يجيد العد، كما كان فرنسياً اجترأ على أن ينافس بنجاح البندقيين والجنوبيين والقطلانيين في التجارة مع الشرق الإسلامي. وكان يملك سبع سفن تجارية مجهزة، يعمرها بمجرمين يستأجرهم، ومشردين يختطفهم من عرض الطريق، ثم يرسل سفنه تخوض البحار يرفرف عليها علم العذراء. واستطاع أن يجمع أعظم ثروة في فرنسا لعهده، حوالي ٢٧. ٠٠٠. ٠٠٠ فرنك، عندما كان الفرنك يساوي ما يقرب من خمسة دولارات بالعملة الهزيلة في أيامنا. وفي عام ١٤٣٦ عينه شارل مشرفاً على دار سك النقود، وسرعان ما جعله مشرفاً على موارد الحكومة، ومصروفاتها. ولقد أيد مجلس الولايات عام ١٤٣٩، الملك بحماسة في تصميمه على طرد الإنجليز من الأرض الفرنسية، فشد من عزيمته بقوانين متعاقبة (١٤٤٣ - ١٤٤٧) ليستولي على جميع الضرائب في فرنسا-أو بعبارة أخرى جميع الضرائب، التي كان يدفعها المستأجرون لسادتهم الإقطاعيين، فزاد دخل الحكومة سنوياً إذ ذاك إلى ١. ٨٠٠. ٠٠٠ كراون، فأصبحت الملكية الفرنسية، منذ ذلك الوقت، تختلف عن الملكية الإنجليزية، في استقلالها