عن السلطان المالي للولايات، وتستطيع أن تقاوم نمو ديمقراطية الطبقة الوسطى. وأمد هذا النظام القومي للضرائب، الحكومة بالمال من أجل انتصار فرنسا على إنجلترا، ولكن الملك كان قادراً على زيادة معدل الضريبة، فقد أصبح ذلك وسيلة من وسائل الضغط الملكي، وهو من أسباب اندلاع ثورة عام ١٧٨٩. وكان لجاك كور شأن كبير في هذا التطور المالي، فاكتسب إعجاب الكثيرين وعداوة قلة من الأقوياء. فقبض عليه عام ١٤٥١ بتهمة-لم تثبت أبداً-استأجر عملاء ليدسوا السم لأنييه سورل وأدين ونفي من البلاد وصادرت الدولة جميع أمواله-وهي خطة بارعة للاغتصاب بطريق غير مباشر. ففر إلى روما، حيث نصب، أمير بحر على أسطول بابوي، أرسل لتخليص رودس ومرض في كيوس، ومات هناك عام ١٤٥٦، بالغاً من العمر إحدى وستين سنة.
وفي ذلك الوقت نفسه سار شارل السابع على منوال كير، فأنشأ عملة مستقرة، وجدد بناء القرى المخربة، وارتقى بالصناعة والتجارة، وأعاد الحيوية الاقتصادية إلى فرنسا. وأمر بتسريح الفرق الخاصة من الجنود، وألحق هؤلاء المسرحين بخدمته، وهكذا تكوّن أول جيش نظامي في أوربا، (١٤٣٦). وأصدر مرسوماً، نص على أن يجب أن يوجد في كل ناحية، مواطن شديد البأس، منتخب من زملائه، يعفى من الضرائب كلها، وأن يكون مسلحاً، مدرباً على استعمال الأسلحة، مستعداً في كل لحظة، لينضم إلى أمثاله في الخدمة العسكرية للملك. وهؤلاء الرجال الأحرار من حملة القسى هم الذين طردوا الإنجليز من فرنسا.
وما أشرف عام ١٤٤٩ حتى كان شارل متأهباً للخروج على الهدنة التي وقعت عام ١٤٤٤. وتعجب الإنجليز وصدموا وكانت قد أضعفتهم المنازعات الداخلية، ووجدوا أن إمبراطوريتهم الآفلة في فرنسا تكلفهم في القرن الخامس عشر ما لا طاقة لهم به كما تثقل عليهم الهند في القرن العشرين،