للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

برجنديا- في معاهدة هجومية، ضد الملك الذي لا رادع له. وشحذ لويس كل وسيلة من وسائل الدبلوماسية، فعقد صلحاً منفرداً مع فرنسيس، واتفق على حضور مؤتمر شارل في بيرون. وكانت نتيجة ذلك، أن سجنه شارل، وأرغمه على التنازل عن بيكاردي والاشتراك في تطويق لييج. وعاد لويس إلى باريس وقد بلغ الحضيض من السمعة والسلطان، بل إن الببغاوات دربت على السخرية منه (١٤٦٨). وبعد عامين، من تبادل الخيانة والغدر، انتهز لويس فرصة انشغال شارل في جلدرلاند، وسير جيوشه إلى سانت كونتان وأمين وبوفيه. فألح شارل على ادوارد الرابع أن يتحد معه على فرنسا، ولكن لويس أبعد إدوارد عن هذا المشروع بالمال. وكان يعرف كلف إدوارد بالنساء، فدعاه إلى الحضور، ليلهو مع نساء باريس، كما أبدى استعداده أن يعين لادوارد، كاردينال بوربون، ليكون صاحب كرسي الاعتراف الملكي، الذي "يسره أن يحله، إن اقترف خطيئة ما بواسطة الحب والشهامة". واحتال حتى جعل شارل يقع في حرب مع سويسرا، حتى إذا قتل شارل لم يأخذ لويس بيكاردي فحسب وإنما برجنديا نفسها أيضاً (١٤٧٧). وهدّأ من سورة النبلاء البرجنديين بالذهب، وأرضى الشعب بأن اتخذ له خليلة برجندية.

وأحس عندئذ أنه أصبح من القوة بحيث يستطيع أن يواجه البارونات الذين طالما حاربوه، وقلما لبوا نداءه، أن يخرجوا للحرب من أجل فرنسا. وكان أكثر الأمراء الذين تآمروا عليه عام ١٤٦٥ قد ماتوا، أو أقعدتهم الشيخوخة. وتعلم خلفاؤهم أن يخشوا ملكاً، يقطع رؤوس الخونة من الأرستقراطية ويصادر ضياعهم، ملكاً أنشأ جيشاً قوياً من المرتزقة، وأنه مستعد على الدوام لجمع الأموال الطائلة لشراء الضمائر ودفع الرشى. وآثر لويس أن ينفق أموال شعبه لا أرواحه، فاشترى سردينيا وروسيلون من أسبانيا. وحصل على روشل بموت أخيه، وأخذ النسون وبلوا عنوة،