للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سيسمح للتجارة الفرنسية، أن تتحكم في البحر الأبيض المتوسط. وتركوا أرتوا فرانش- كونتيه إلى ماكسمبليان صاحب النمسا وسردينيا وروسيلون لفرديناند ملك أسبانيا وذلك لحماية أطراف المملكة، ورجوا أن يحصلوا على نصف إيطاليا من أجل الأجزاء التي اقتطعت من فرنسا واستطاع لودوفيكو نائب الملك في ميلان أن يجمع جيشاً قوامه أربعون ألف رجل، ومائة مدفع حصار وست وثمانون سفينة حربية. وذلك بفضل الضرائب الباهظة والجواهر المرهونة والقروض التي سحبت من رجال المال في جنوا.

وخرج شارل مبتهجاً (١٤٩٤)، ولعله لم يرَ بأساً من أن يخلف وراءه أخته وزوجته. فقوبل في ميلان بالترحيب (وكان بينهما وبين نابلي حزازة تريد أن تحسمها). ولم يجد عند سيادته مقاومة ما وخلف بعد مسيره جمعاً من الأبناء غير الشرعيين، ولكنه أبى في شهامة أن يمس عذراء ناشزة جلبها وصيفه لإمتاعه، وما كان منه إلا أن أرسل يطلب حبيبها، ورأس بنفسهِ حفل خطوبتهما، ومنحها صداقاً مقداره خمسمائة كراون. ولم تكن عند نابلي قوة عسكرية تقاوم جيشه فانتصر عليها في يسر ودخلها (١٤٩٥)، واستمتع بجمال مناظرها، ومطاعمها ونسائها، ونسي بيت المقدس.

ومن الواضح أنه كان من الفرنسيين السعداء، الذين لم يصابوا بذلك المرض التناسلي الذي سمي فيما بعد "بالداء الغالي" لأنه انتشر بسرعة في فرنسا بعد عودة الجنود إليها. وعقدت "محالفة مقدسة" بين الإسكندر السادس والبندقية ولودوفيكو صاحب ميلان (الذي تحول عن ولائهِ السابق) فأرغموا شارل على الجلاء عن نابلي والانسحاب عبر إيطاليا التي تناصبه العداء. وحارب جيشه الآخذ في النقصان معركة غير حاسمة في فورنوفو (١٤٩٥)، وعاد مسرعاً إلى فرنسا، حاملاً معه مقومات النهضة فيما حمل من أسباب العدوى.

وفي فورنوفو أبدى بيير تيراي سيد بايار، لأول مرة وكان إذ ذاك