العذراء، لها قسمات لطيفة، شقراء تيوتونية، لا تمثل الجمال، بقدر ما تمثل الطهارة والوداعة، وبدت العذراء السستينية أقل نبلاً. وعلى يسار السيدة مريم جمع من الملائكة، وفي أقصى اليسار آدم عاري الجسد. نحيل حزين، يتذكر في بؤس فترة سعيدة من الزمن. "وإلى يمين الإله الأب، يوحنا المعمدان، وهو في زي أكثر ترفاً من راع، يعظ في البرية. وفي أقصى اليمين تقف حواء عارية، مكتئبة غير جميلة، تندب الفردوس المفقود، ولقد ظلت صورتها فترة من الزمن، مثلها في ذلك مثل آدم في الطرف الآخر، تصدم الفلندري الذي ترتعد فرائصه من البرد ولم يألف العرى في الحياة أو الفن. وأعلى صورتها قابيل يقتل أخاه كمدخل رمزي للتاريخ.
والجانب الخلفي من هذه المجموعة يهبط عن الطراز المتسامي للوحات الداخلية. فنجد في الصف الأوسط ملاكاً إلى اليسار ومريم إلى اليمين، تفصلهما مسافة، يصوران البشارة-الوجهان عاريان، والأيدي جميلة إلى حد ظاهر، والأزياء كأروع ما تكون في التصوير الفلمنكي. وفي الأسفل مقطوعة شعرية لاتينية من أربعة أبيات، ذهبت القرون ببعض كلماتها، أما الباقي فهي "بدأ هوبرت فان أيك، هذه المهمة الصعبة، وهو العظيم الذي لا يضارعه في حذقه أحد، وجوهانس الذي يليه في الفن … شجعتهما وصية "جودوكس فيد. وهذا الشعر في السادس من مايو، يدعوكم لمشاهدةالعمل وقد تم"، وفي البيت الأخير حروف معينة، مجموعها في حساب الجمل ١٤٣٢؛ وهي السنة التي أنجز فيها هذا الأثر الفني. وكان فيد وزوجته هما الواهبان. ونحن نتسائل: ما هو المقدار الذي رسمه هربرت، والذي رسمه جان؟ إنها مشكلة تستعصي على الحل لحسن الحظ، ومن ثم فقد تظل