للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدراسات تكتب في الموضوع حتى يختفي (١) أثر الصورة.

وربما كان في هذه الصورة التي تعد بداية مرحلة جديدة في الفن إسرافاً في الأشخاص والمنمنمات: فقد أظهر كل رجل وامرأة وملاك وزهرة وغصن وفرار وحيوان ودرة بصبر وإخلاص بطوليين-وقد أمتعت "ميشيلانجلو" الذي رأى، في الواقعية الفلمنكية، تضحية بالتعبير الأساسي، في سبيل التفاصيل العارضة غير المتصلة بالموضوع. ولبكنه لا يوجد شيء في إيطاليا المعاصرة، يضارع هذه الصورة في المجال والفكرة والتأثير، ولم يتفوق عليها في فترة متأخرة من تاريخ التصوير، إلا سقف الكنيسة السستينية لميشيلانجلو وصور روفائيل الجدارية في الفاتيكان، وربما صورة "العشاء الأخير" لليوناردو، قبل أن تدخل في تحليلها الطويل بل أن أوربا المتعلمة كلها كانت تتحدث عن صورة "تمجيد الحمل" إبان الفراغ من إنشائها. ولقد ناشد الفونسو الهمام، الفنان جان فان أيك، أن يذهب إلى نابلي، ويصور له، أمثال أولئك الرجال والنساء، ذوي الشعر الذهبي الذين كثروا في هذه الصور وإن قل وجودهم في إيطاليا الجنوبية.

وخرج هيوبرت فان إيك من محيط علمنا بعد عام ١٤٣٢ (٢)، ولكننا


(١) لقد بقيت صورة "عبادة الحمل" يرغم كثير من الإصلاحات والأحداث ورممت في الأعوام ١٥٥٠، ١٦٦٣، ١٨٢٥، ١٨٢٩، ١٨٥٩، ١٨٣٩، ١٩٥١ ولقد تفككت الأجزاء الرئيسية بواسطة جيش الثورة الفرنسية إلى باريس عام ١٧٩٤، ثم أعيدت عام ١٨١٦. وبيع الجانبان (من غير آدم وحواء) إلى بائع صور فنية (١٨١٦)، واشتراهما متحف برلين (١٨٢١)، وأعيد إلى جنت بمعاهدة فرساي (١٩١٩)، ونقلت المجموعة في الحرب العالمية الثانية إلى فرنسا حماية لها، وأخذها الألمان عام ١٩٤٢، وأخفيت عام ١٩٤٤، في مناجم الملح النمسوية، وأعيدت إلى كنيستها عام ١٩٤٦، بواسطة جيش الولايات المتحدة الأمريكية.
(٢) وينسب إليه بغير تحقيق خمس صور: (نيويورك)، ومريمات الثلاثة عند القبر (مجموعة فير هوتن فان بوتنجن) وصورة صغيرة للعذراء في فرنكفورت، وجانبان لمذبح (نيويورك) تمثيل الصلب والمحاكمة الأخيرة وفيه بوتشيان؟.