في إلتفيل، حيث واصل طباعته. وجاهد الأزمات المالية المتلاحقة، حتى تصدق عليه أدولف (١٤٦٥) بمنحه تضمن له دخلاً يحميه غوائل الدين. ومات بعد ذلك بثلاث سنوات.
وليس من شك في أن حروف الطبع المتحركة، كان لا بد أن تظهر على يد غير جوتنبرج لو لم يولد، إذ دعت إليها، حاجة العصر الملحة، وهذا يصدق على معظم المخترعات. ولقد كتب جويوم فيشيه الباريسي، وهو من أهل باريس عام ١٤٧٠، رسالة يعبر فيها عن الترحيب الحماسي الذي قوبل به الاختراع وهو يقول: "لقد اكتشف في ألمانيا طريقة جديدة مدهشة لإنتاج الكتب، ولقد حصل حذاقها فنهم، في مينز ومنها نشروه في العالم … ولسوف ينتشر نور هذا الاكتشاف من ألمانيا، حتى يعم جميع أنحاء الأرض. ولم يرحب به كل الناس. فقد احتج النساخون بأن الطباعة ستقضي على أسباب معاشهم، وعارضته الطبقة العليا بحجة أنه ابتذال آلي، وخشوا أن يقلل من قيمة مكتباتهم الخطية، وارتاب فيه رجال السياسة والدين لاحتمال أن تصبح الطباعة محلية سهلة للآراء الهدامة. ومع هذا كله فقد شقت لنفسها طريق النصر. وفي عام ١٤٦٤ أقام الألمان مطبعة في روما، وفي عام ١٤٦٩ أو قبله افتتح ألمانيان آخران دار طباعة البندقية، وفي عام ١٤٧٠ أدخل ثلاثة من الألمان أيضاً هذا الفن في باريس، وفي عام ١٤٧١ وصلت الطباعة إلى هولندة، وفي عام ١٤٧٢ إلى سويسرا، وفي عام ١٤٧٣ إلى المجر، وفي عام ١٤٧٤ إلى أسبانيا، وفي عام ١٤٧٦ إلى إنجلترا، وفي عام ١٤٨٢ إلى الدنمرك وفي عام ١٤٨٢ إلى السويد وفي عام ١٤٩٠ إلى القسطنطينية. وأصبحت نورمبرج على يد أسرة كوبرجر وباريس على يد الاتيينيين وليون بفضل دوليه والبندقية بفضل ألدوس مانوتيوس وبازل بوساطة أمرباخ وفروبن وزيورخ بوساطة فروشاور وليدن على يد الزيفير، خلايا عامرة بالطباعة والنشر. وسرعان ما أصبح نصف سكان أوربا من القارئين كما لم يحدث ذلك قط