للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأدبية للدانوب من أقدم الجمعيات الأدبية في العالم، وقد أسست في بودا عام ١٤٩٧.

وجمع كورفينوس مثل معاصريه من آل المدتشي الآثار الفنية والكتب وأصبح قصره متحفا للتماثيل والقطع الفنية، وتذهب روايته إلى أنه كان ينفق على الكتب ثلاثين ألف كرون كل عام، وهي في أكثر الأحوال مخطوطات أنفق الكثير على تزيينها ولم يكن مع ذلك مثل فيديريجودا مونتيفلتر ويرفض الكتب المطبوعة، فلقد أسست مطبعة في بودا عام ١٤٧٣، أي قبل دخول الطباعة بثلاثة أعوام. وكانت مكتبة كورفينوس التي ضمت عشرة آلاف مجلد عند وفاة ماتياس؛ أجمل مكتبات القرن الخامس عشر خارج إيطاليا. ولقد وضعت هذه الكتب في قصره بمدينة بودا وخصصت لها قاعتان فسيحتان؛ لهما نوافذ من الزجاج الملون تطل على الدانوب؛ وكانت الرفوف كثيرة النقوش؛ والكتب مجلدة في معظمها برق الغزال وعليها ستائر من المخمل المزركش. ويظهر أن ماتياس قرأ بعض هذه الكتب، وتوسل بكتاب ليفي على الأقل طلبا للنعاس، ولقد كتب إلى أحد دارسي الكلاسيات "أيها العلماء؛ ما أسعدكم! إنكم لا تجاهدون في سبيل المجد المصبوغ بالدم وفي سبيل تيجان الملوك؛ وإنما تجاهدون في سبيل أكاليل الغار التي تتوج الشعر والفضيلة. بل إنكم تستطيعون أن ترغمونا على نسيان ضجيج الحرب".

ولم تعش السلطة المركزية التي نظمها ماتياس إلا فترة وجيزة بعد وفاته (١٤٩٠). ولقد بعثت قوة كبار الأمراء وسيطروا على لاديسلاس الثاني، واختلسوا الموارد التي كان ينبغي أن تنفق على فرق الجيش فانفض الجيش وعاد الجنود إلى دورهم؛ وبدد النبلاء، الذين أعفوا من الضرائب، دخلهم وجهدهم في حياة معربدة صاخبة، بينما كان الإسلام يهدد الحدود، والفلاحون الذين استنزفهم الاستغلال؛ يتهيئون للثورة. وفي عام ١٥١٤ أعلن مجلس الدايت الهنغاري حربا صليبية على الأتراك، وعن حاجته لمتطوعين واستجاب