جم خفير من الفلاحين لفداء الصليب إذا لم يجدوا فارقاً كبيراً بين الحياة والموت. ولما وجدوا السلاح في أيديهم، انتشرت بينهم هذه الفكرة وهي لماذا ننتظر حتى نقاتل الأتراك البعيدين، في حين أن النبلاء المبغضين قريبون؟ وقادهم جندي اسمه جيورجي دوزا في ثورة عارمة فاكتسحوا هنغاريا بأسرها، يحرقون جميع القلاع ويقتلون جميع النبلاء الذين يقعون في أيديهم- رجالا ونساء وأطفالا- فطلب النبلاء النجدة من كل ناحية … جنداً نظاميين ومرتزقة، وفاجئوا الفلاحين غير المنظمين وعذبوا زعماءهم تعذيباً مروعاً. ومنع دورزا ومعاونوه من الطعام أسبوعين. ثم ربط إلى عرش حديدي محمي بالنار ووضع على رأسه تاج محمي بالنار أيضا، ووضع في يديه صولجان محمي بالنار. وسمح لرفاقه المشرفين على الموت جوعاً أن ينزعوا اللحم المشوي عن جسده وهو لا يزال حياً يعي. وقد تحتاج النقلة من الهمجية إلى الحضارة قرناً من الزمان، أما التحول من الحضارة إلى الهمجية فإنما يحتاج إلى يوم واحد.
ولم يذبح الفلاحون لأنهم كانوا لا يعوضون بغيرهم، ولكن القانون الثلاثي (١٥١٤) يقرر: "أن التمرد الحديث .... يضع في كل وقت وصمة الخيانة على كاهل الفلاحين، ومن أجل ذلك فقد تنازلوا عن حريتهم وأصبحوا خاضعين لسادتهم الملاك في عبودية دائمة غير مشروطة .... وكل نوع من أنواع الملكية يحوزه المالك الإقطاعي، وليس من حق الفلاح أن يطلب العدل ويحتكم إلى القانون ضد أحد النبلاء. وبعد ذلك باثني عشر عاما سقطت هنغاريا في يد الأتراك.