جولا (١٤٠٠) التي أصبحت بعد ترجمتها أشيع كتاب غير ديني في أوربا. وعبر الفن القومي عن نفسه مزدهيا في كنيسة سانتا ماريا دا فكتوريا، التي شيدها في باطلها جون الأول، تمجيداً لوقعة ألجوباروتا، وهي تضارع كاتدرائية ميلان في الحجم، وكنيسة نوتردام في باريس، في الفخامة المعقدة للركائز والأبراج. وفي عام ١٤٣٦ أضيفت كنيسة صغيرة جميلة التصميم والزخرف تستقبل رفات الملك ابن السفاح".
ومجد في بنيه. فخلفه دورات- إدوارد- وأحسن الحكم مثله تقريباً ووحد بدرو القوانين، واستهل- هنريك -"هنري الملاح" الثورة التجارية التي قدر لها تغير خريطة الكرة الأرضية. ولما استولى جون الأول على سبتة من المغاربة (١٤١٥) خلف هنري البالغ من العمر إحدى وعشرين سنة حاكماً على هذا المعقل المنيع، وهي عند مضيق جبل طارق تماماً. وفتنته روايات المسلمين عن تمبكتو والسنغال والذهب والعاج والعبيد التي يمكن الحصول عليها على طول الساحل الغربي لأفريقيا، فعزم الشاب الطموح على أن يكتشف تلك الربوع ويضمها إلى البرتغال. فربما قاده نهر السنغال الذي تحدث عنه من اخبروه، صوب الشرق إلى منابع نهر النيل وإلى بلاد الحبشة المسيحية، وبذلك يُفتتح طريق مائي عبر إفريقيا من المحيط الأطلسي إلى البحر الأحمر- ومن ثم إلى الهند، ويتحطم الاحتكار التجاري للتجارة مع الشرق، وتصبح البرتغال دولة كبرى. وقد يدخل سكان الإقليم بعد فتحه في المسيحية ويحصر الإسلام في أفريقيا من الشمال ومن الجنوب بدول مسيحية، ويصير البحر الأبيض المتوسط آمناً للملاحة المسيحية. ويبدو أن هنري لم يفكر في طريق يدور حول أفريقيا، ولكن هذا الطريق كان ثمرة جهده.
ولقد أقام حوالي عام ١٤٢٠ في ساجرس على الرف الجنوبي الشرقي للبرتغال وأوربا، داراً لاستخلاص الأخبار المتعلقة بالمعرفة والمغامرة