الصحارى هي التي توجد فقط تحت الشمس المحرقة، وبعد ذلك بست سنوات أبحر نونو ترستاو، إلى رأس بلانكو، وعاد إلى موطنه ومعه بعض الزنوج الأشداء، الذين سرعان ما عمدوا واستعبدوا، وشغلهم الأمراء الإقطاعيون في المزارع البرتغالية، وكانت أول نتيجة هامة لجهود هنري، هي افتتاح تجارة الرقيق. وزود الأمير بمعونة مالية جديدة. وأبحرت سفنه لتستكشف وتنصر الأهلين في الظاهر، ولتحصل على الذهب والعاج والعبيد في الواقع.
وعاد القبطان لانزاروت عام ١٤٤٤ ومعه مائة وخمسة وستون زنجياً، وقد شرعوا في فلاحة أراضي فرقة يسوع المسيح الرهبانية العسكرية. ولقد وصف معاصر برتغالي اقتناص هؤلاء الزنوج بقوله:
كان رجالنا يهتفون، "القديسة ياجو، القديس جورج، البرتغال". ويسقون عليهم فيقتلون أو يخطفون كل من تقع عليه أيديهم. وقد تشاهد هناك أمهات يهربن بأطفالهن، وأزواجاً يفرون بزوجاتهم وكل منهم يبذل- قصاراه للنجاة. يقفز بعضهم في البحر، ويرى بعضهم أن يختبئ في أركان أخصاصهم، وخبأ البعض أطفالهم تحت الشجيرات … حيث كان رجالنا يعثرون عليهم. والله الذي يمنح كل إنسان ما يستحق من جزاء وهب رجالنا آخر الأمر في اليوم النصر على أعدائهم، وتعويضا لهم على ما بذلوه من عناء في خدمته أخذوا مائة وخمسة وستين بين رجال ونساء وأطفال، ولم يحسب القتلى في هذا العدد".
ولم يأت عام ١٤٤٨ حتى كان قد أحضر إلى البرتغال نيف وتسعمائة عبد، ويجب أن نضيف أن المسلمين في شمال أفريقيا قد سبقوا المسيحيين في نشر تجارة الرقيق، وكان زعماء الزنوج أنفسهم يبتاعون الرقيق من البرتغاليين في مقابل الذهب والعاج، وكان الإنسان سلعة للوحوش الآدمية المفترسة.
ولقد بلغ دينيز دياز عام ١٤٤٥ الجبل الخصب الداخل في البحر المعروف بالرأس الأخضر، واكتشف لانزاروت عام ١٤٤٦ مصب نهر السنغال،