الاجتماعي قليل من العبيد، وطبقة من الفلاحين ظلوا رقيق لأرض إلى عام ١٤٧١، وفوقهم العمال اليدويون والصناع وتجار المدن، وفوق أولئك وهؤلاء الفرسان ( caballeros) في طبقات رفيعة من الشرف، والنبلاء الذين يعتمدون على الملك (أبناء الأسر العريقة bidalgos والنبلاء المستقلون ( proceres) وإلى جانب هؤلاء المدنيين طبقات الكهنوت تبدأ من قساوسة الأبرشيات فالأساقفة ورؤساء الأديرة وتنتهي برؤساء الأساقفة والكرادلة. ولكل مدينة مجلسها البلدي ( conseijo) وهي ترسل مندوبين عنها، ينضمون إلى النبلاء والمطاردة في المجالس الإقليمية والقومية، والأصل النظري أن مراسيل الملوك تتطلب موافقة هذه المجالس لتصبح قوانين. ونظمت الأجور وشروط العمل والأسعار ومعدل الفائدة على الأموال، المجالس البلدية أو النقابات. وتعثرت التجارة بسبب الاحتكارات الملكية والمكوس الحكومية التي تفرضها الدولة أو الأقاليم على الواردات والصادرات وتنوع الموازين والمقاييس وبالعملات المتدهورة وقطاع الطرق وقرصان البحر الأبيض المتوسط ورفض رجال الدين للحساب واضطهاد المسلمين- الذين غذوا معظم الصناعة والتجارة بالقوة البشرية- واليهود، الذين كانوا يدبرون شئون المال. وافتتح مصرف حكومي في برشلونة (١٤٠١) يضمان لودائع المصرف، وصدرت صكوك للتعامل، وأنشئ تأمين بحري قرابة عام ١٤٣٥.
ولما كان الأسبان يجمعون في أرومتهم بين الأصول السامية والأصول المناهضة للسامية، لذلك احتفظوا بحرارة إفريقيا في دمائهم، وكانوا يميلون مثلهم في ذلك البربر، إلى الوداعة والعنف في القول والعمل فيهم سورة وفي عقولهم تطلع وفضول، وهم أغرار ويؤمنون بالخرافة إلى حد مخيف واحتفظوا باستقلال للروح وكرامة للشجاعة حتى في النكبات والفقر. كانوا يحبون اقتناء المال ولقد فطروا على ذلك، ولكنهم لم يحتقروا الفقراء ولم