بصورته سانتو دومنجو المعلقة في البرادو. أما صورتا: سانتا انجراسيا التي اشتراها متحف جاردنر في بوسطن، وسانت ماكايل الموجودة في مجموعة ليدي ليدلو، فإنهما جديرتان برفائيل، الذي جاء بعده بجيل من الزمان. ولكن أحسنها جميعها هي صورة بيتا (١٤٩٠) في كتدرائية برشلونة: وفيها جيروم أصلع على عينيه نظارات، ومريم سمراء أسبانية تمسك بابنها الكسيح الهزيل الذي لا حياة فيه، وفي مهاد الصورة أبراج أورشليم تظللها سماء قريبة، وإلى اليمين صورة جافية للمنعم الكاهن ديسبلا، غير مرجل الشعر غير حليق اللحية، يشبه قاطع طريق تائباً محكوماً عليه، ويوحي تصور برميزو المريض للإنسانية. وهنا نجد أن الرشاقة الإيطالية تتحول إلى قوة اسبانية، وتحتفل الواقعية بانتصارها في الفن الإسباني.
واستمر التأثير الفلمنكي في فرناندو جاليجوس، وأثمر رائعة مذهلة بـ" فارس من جماعة قلعة رباح"، صورها ميجويل سييثيوم وهو فلمنكي في حاشية إيزابلا، وهي من أجمل صور الأشخاص في المعرض القومي بواشنطن. ولكن التأثير الإيطالي بدأ مرة أخرى عندما عاد بدرو برجوت إلى إسبانيا بعد تمرس طويل في إيطاليا. وناك درس مع بييرو دلافرنشسكا وميلوزودا فورلي، وتمثل طرقتهما الهادئة في التظليل. ولما أراد فيديريجو أمير أربينو، مصورين يزينون قصره، اختار جستوس فون جنت وبيرو سبانيولو، ولما توفى الدوق (١٥٨٢) جلب بدور فن التكليل معه إلى إسبانيا، ورسم لوحات مذبح مشهورة في طليطلة وأبلة والصور المنسوبة إليه في اللوفر والبريرا والرادو ومتحف كليفلند، فلَم يؤيد شهرته الحالية، أباعتباره فيلاسكين الملوك الكاثوليك؟ ولكنها تبدو في الرسم والتأليف أعظم من جميع الآثار التي ظهرت في إسبانيا قبلهم.
وأخذت العوامل الأجنبية تتفاعل ببطيء مع العبقرية الوطنية لتمهد الطريق لظهور الآثار الفنية الناضجة التي قام بها الونزوكواللو والجريكو في عهد فيليب