الإسبانية، وفي الزخارف العربية "أرابسك" وفي الحواجز المعدنية وفي أوعية السر المقدس الدينية وفي النقش على الخشب الذي تصنع منه الحواجز خلف المذبح ومقاعد الشمامسة والأقبية وتسللت تأثيرات متأخرة من التصوير البيزنطي ثم من فرنسا وبرجنديا والأراضي الواطئة وألمانيا. واستمد النحت والتصوير الأسبانيان واقعيتهما الرائعة من الهولنديين والألمان - وهي الواقعية التي أظهرت رسوم العذراء مخيفة بالقدر الذي يجعل سنها ملائمة لأن تكون أم المصلوب، على الرغم من رأي ميشيل انجيلو من أن العذرة التي تبتعث الشباب - ولقد انحسرت جميع هذه التأثيرات إبان القرن السادس عشر أمام انتصار الطراز الإيطالي الذي شمل القارة الأوربية.
وسار التصوير الأسباني في تطور مماثل، ولكنه تقدم ببطيء، وربما كان ذلك لأن المسلمين لم يبذلوا في هذا المجال معاونة أو توجيها. وكانت الصور الجدارية القطلونية في القرنين الثاني والثالث عشر، أحط من حيث التصميم، من الرسوم على جدران كهف التاميرا التي تعود إلى ما قبل التاريخ في إسبانيا. ومع ذلك فما جاء عام ١٣٠٠ حتى أصبح التصوير الفتنة التي تأخذ بالألباب في شبه الجزيرة بأسرها، وصور فنان صوراً جدراية كثيرة ولوحات ضخمة على المذبح، وقد بقي بعضها مما يرجع إلى عام ١٣٤٥ مدة طويلة أكثر ما يستحق-وفي عام ١٤٢٨ زار جان ايك، إسبانيا وأدخل معه تأثيراً فلمنكياً قوياً. وأرسل ملك أرجون بعد ذلك بثلاثة أعوام، لويس دلو، ليدرس دلو في بروجس، ولما عاد صور لويس صورة مغرقة في الفلمنكية هي "عذراء مجلس الشورى". وأخذ المصورون الأسبان منذ ذاك، وإن ظلوا يفضلون الألوان غير اللامعة، يغمسون ألوانهم في الزيت شيئا فشيئا.
وبلغ عصر البدائيين في التصوير الإسباني، ذروته على يد بارتلومة برميجو (المتوفى عام ١٤٩٨) وقد حفر نفسه اسماً في فترة مبكرة عام ١٤٤٧