للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تقليداً صريحاً في ملحمة شعرية، عنوانها "قصر التيه" وقد فعلت الكثير لتجعل اللغة القشتالية لغة أدبية، مثلما فعلت الكوميديا الإلهية، للغة الحديثة التسكانية وسبق دون جوان مانويل في الوقت نفسه بوكاشيو، في كتابة حكايات درامية اقتبس شكسبير من إحداها الشخصية التي لا يمكن تصديقها لبتروشيو في ترويضه النمرة.

وظلت الرومانس تجد لها مدخلا لكل الطبقات القراء. وترجمت أماديس داجولا إلى الإسبانية (١٥٠٠) على يد جارسا أردونية، الذي أكد لقرائه، أنه استحدث في الأصل البرتغالي تنقيحا كبيراً، وما دامت هذه الترجمة قد ضاعت فنحن لا نستطيع أن نخالفه. أماديس ابن غير شرعي لأميرة بريطانية خيالية، وقد ألقت به أمها في البحر. فأنقذه فارس اسكتلندي وصار وصيفاً لملكة اسكتلنده. ويترك ليوزيرات ملك إنجلترا ابنته أوريانا التي تبلغ من العمر عشرة أعوام في البلاط الاسكتلندي، ليخمد ثورة مغتصب لملكه. وتعين الملكة أماديس الذي يبلغ من العمر أثنى عشر عاما وصيفاً لأوريانا قائلة "هذا الطفل يقوم على خدمتك" .. فأجابت إن هذا يسرها. واحتفظ الطفل بهذه الكلمة في قلبه، على نحو لم تفارقه بعد ذلك قط … ولم يكل قط، طوال أيام حياته من خدمتها. وهكذا بقي حبهما ما بقيا، ولكن أماديس الذي لم يعرف مطلقاً مدى حبها له، رأى نفسه جسوراً في أن يحصر أفكاره فيها وقد أدخل في اعتباره عظمتها وجمالها، ولم يجسر قط، أن يتفوه بكلمة معها وهي أيضاً، وان أحبته من قلبها، حرصت على ألا تكلمه أكثر مما تكلم غيره، ولكن عينيها وجدت السلوى العظيمة في أن تبدي لقلبها أعظم ما تحبه في الدنيا.

ومن المطمئن أن نعلم أن حبهما قد انتصر بزواجهما، بعد محن بلغت من الكثرة في القصة قبل الزواج، ما بلغته بعد ذلك في الحياة. وفي هذه الحكاية الطويلة لحظات كثيرة تزخر بالعاطفة وبعضها يتسم بالنبل، وإذا