كان سرفانتيس، قد أقسم أن يمحو كل هذا النوع من القصص الخيالي فإنه أبقى هذه باعتبارها أحسنها.
وتعد الرومانس مورداً من موارد الدراما، التي انبثقت ببطيء من مسرحيات المعجزات والأخلاقيات، في صورة الهزليات الشعبية ومسرحيات التنكر الخاصة بالبلاط. وأقدم وقت معلوم في تاريخ الدراما الإسبانية هو عام ١٩٤٢، عندما ظهرت على المسرح المحاولات الدرامية لجوان دل انسينا وسار فرناندو ده روجاس وهو من المتنصرين خطوة أخرى نحو الدراما بتأليفه La Celestina، " القوادة"(١٤٩٩) وهي قصة تسرد قصتها في كل شكل حوار، وتنقسم إلى اثنين وعشرين فصلا، وكانت أطول من أن تمثل على المسرح، بيد أن تشخيصها الحي وحوارها المشرق قد مهدا للكوميديا الإسبانية الكلاسيكية.
وكانت الكنيسة تعمل على تعويق الدراسات وتشجيعها معاً. بينما فيينا أخذت محكمة التفتيش تراقب الفكر، فإن صفوة رجال الدين قد عملوا الكثير من أجل التربية والتعليم. وجلب الإيطاليون من أمثال بيترو ومارتيره وانجييرا، الذي جاء إلى إسبانيا عام ١٤٨٧، أخبار الحركة الإنسانية، كما عاد الأسبان الذين تعلموا في إيطاليا بعدوى التحمس لها. واستجاب بيتر مارتير لطلب الملكة فافتتح في بلاطها، كما فعل الكوبن لشرمان ذلك بسبعة قرون، مدرسة لتعليم الآداب واللغات الكلاسيكية. ودرست الأميرة جوانا اللاتينية في جد ومثابرة قبل أن تصاب بالجنون. وكتب بيتر نفسه التواريخ الأولى للكشوف الجغرافية في أمريكا، بعنوان"في أمور المحيطات وفي أمور الكرة الأرضية الجديدة (١٥٠٤) " De rebvs Oceanis et novo orbe والكلمتان الأخيرتان تسايران استعمال فسبوتشي (١٥٠٢؟) لهما قبل ذلك لتدل على العالم الجديد.
وأسهم الكاردينال اكسيمنيس، الذي كان إيمانه صارماً حاداً كالصلب في الحركة الكلاسيكية. وقد أسس عام ١٤٩٩ كلية الدوفنسو، وفي عام