تابعت المدارس الثانوية سياسة التربية الدينية وأضافت غليها قواعد اللغة وكانت لا تشمل النحو والصرف والإنشاء فحسب، بل كانت تشمل اللغة أيضاً كما أنها هذبت أدب روما الكلاسيكي وتعلم الطلبة من أبناء الطبقة المتوسطة قراءة اللاتينية وكتابتها وإن كان هذا قد حدث بلا اكتراث وذلك باعتبارها من الضروريات للاشتغال بالتجارة الخارجية والعمل بالكنيسة. وكانت أحسن المدارس الثانوية أبان ذلك العهد تلك التي أنشأها في هولندا وألمانيا إخوان "الحياة المشتركة" وكان بمدرسة ديفنتر ألفا طالب. وكان لويليام الأوكهامي، أسقف ونشستر الثري المقدام فضل السبق في إنشاء أولى المدارس العامة في إنجلترا وهي معاهد تعتمد على الإعانات التي تتلقاها من الأفراد والهيئات العامة لتزود عدداً محدوداً من الأولاد بالمعلومات وتعدهم للالتحاق بالكلية. وحذا هنري السادس حذوه فأسس عام ١٤٤٠ مدرسة ايتون ومُنحت الكثير من المال لإعداد الكبار وللالتحاق بكلية الملك بكمبردج.
وكان تعليم النساء، اللهم إلا بعض كريمات العقائل، مقصوراً على البيت بعد المرحلة الابتدائية. وتعلم كثير من نساء الطبقة الوسطى مثل مارجريت باستون كتابة الإنجليزية السليمة وألم بضع نفر من النساء بالأدب والفلسفة. أما أبناء الطبقة الأرستقراطية فقد تلقوا تعليما يختلف عما يلقن في المدارس إذ كانوا حتى سن السابعة يدرسون على يد نساء البيت ثم يرسلون للعمل كوصفاء عند نبيل من الأقرباء أو الجيران وهناك بعيداً عن التأثر بالإفراط في المحبة يتعلمون القراءة والكتابة والدين وقواعد السلوك من السيدات والقس المحلي وفي سن الرابعة عشر يصبحون تابعين أي خدما كبارا لسيدهم. وفي ذلك الوقت يكونون قد تعلموا ركوب الخيل والرماية والصيد والمقارعة والقتال. أما سعة الاطلاع فقد تركوها لأتباعهم.
وفي غضون ذلك كانت هذه تطورا تراثا من أعظم ما ورثوه من العصور الوسطى وهو-الجامعات-وفي الوقت الذي خمد فيه أوار الحماسة