للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

للعمارة الكنسية اشتدت حدة الحماسة لإنشاء الكليات وفي هذه الفترة شهدت أكسفورد إنشاء كليتي أكستر وأورييل وكلية الملك والكلية الجديدة وكليات لنكولن وأول سولز وماجدالين وبراسينوز وكليات الجسد الطاهر ومدرسة اللاهوت. ولم تكن عندئذ كليات بالمعنى الحديث للكلمة بل كانت قاعات، أو أماكن يقيم فيها مختار من الطلبة وكان يعيش فيها أو يكاد عشر الطلبة في أكسفورد وكان رجال الدين يدرسون معظم المواد بالجامعة في فصول دراسية أو في قاعات للمحاضرات متناثرة في أنحاء المدينة. وتمسك الرهبان البندكتيون والفرنشسكان والدومينيكان وغيرهم من طوائف الرهبان بكلياتهم المعهودة في أكسفورد وتخرج من هذه الكليات الملحقة بالأديرة نفر من ألمع الرجال في القرن الرابع عشر، من بينهم دونز سكوتوس وويليام الأوكهامي وكلاهما ألحق بعض الضرر بدراسة اللاهوت الأرثوذكسي وكان الدارسون للقانون يتلقون تدريبهم في لندن، في خانات المحاكم وفي أكسفورد لم يكن هناك تعاطف بين سكان المدينة وبين الطلبة في الكليات-أي بين المواطنين وطلاب العلم، فقد حدث في عام ١٣٥٥ أن اندفع المعسكران المتعاديان إلى حرب مكشوفة وقتل كثير من الأبطال حتى عرف هذا العام باسم عام "المذبحة الكبرى".

وعلى الرغم من إدخال عقوبة الجلد بالسياط في جامعات إنجلترا (عام ١٣٥٠) فإن الطلبة كانوا فئة مشاغبة وإذا كان قد حرم عليهم ممارسة الألعاب الرياضية داخل جدران كلياتهم فإنهم عددوا نشاطهم في المجون واحتساء الخمر والصيد والقنص وكانت الحانات والمواخير تلقى رواجا بفضل رعايتهم. وانخفض عدد الملتحقين بأكسفورد من ذروته في القرن الثالث عشر إلى نحو ألف وبعد طرد ويكليف تقاصت الحرية الأكاديمية بشدة الرقابة الأسقفية.

ولقد أفادت كمبرج من الخلاف مع ويكليف ومن الفزع من اللولارد