فمنع المحافظون المتزمتون أولادهم من الالتحاق بأكسفورد وبعثوا بهم إلى الجامعة الصغرى، وعلى هذا فإنه ما أن أشرف القرن الخامس عشر على الانتهاء حتى كان عدد الطلبة المقيدين بالجامعتين المتنافستين متساويا. وأنشئت قاعات جديدة في كامبردج: مايكل هاوس ويونيفرسيتي أوكلير وجبروك وجونفيل وكايوس وترينيتي وكوريس كرسيتي وكمجز وكويدة سانت كاترين وجيزوس وكريست وسانت جون. وقد أصبحت هذه كليات بالمعنى المفهوم عندنا- مثل قاعات الإقامة في أكسفورد إبان القرن الخامس عشر لأن عدداً متزايداً من المعلمين آثروها ورأوا أنها أصلح الأماكن التي تجتذب محاضراتهم فيها أكبر عدد من المستمعين وكانت الفصول تبدأ في الساعة السادسة صباحاً وتستمر حتى الساعة الخامسة بعد الظهر.
وفي غضون ذلك أنشأت اسكتلندا وأيرلندة بدافع من فقرهما جامعات سانت اندروز وجلاسجو وابردين وكلية ترينتي والمعاهد الأربعة في دبلن التي شاءت الأقدار أن تصب العبقرية، جيلا بعد جيل، في الحياة الفكرية في الجزر البريطانية، أما في فرنسا فقد عانى التعليم-مثل أي شئ آخر من حرب المائة عام ومع ذلك فإن الإقبال المتزايد على المحامين والأطباء بالإضافة إلى ما يحبب الناس في الوظيفة الدينية قد شجع إنشاء جامعات جديدة في افنيون Aviignon وأورليانز وكاهور وجرينوبل وأورانج واكس آن بروفانس وبواتييه وكان وبوردو وفالنس نانت وبورج. وأصبحت جامعة باريس في القرن الرابع عشر قوة تتحدى البرلمان وتزجى النصح للملك وتعمل كمحكمة استئناف في شرح علم اللاهوت الفرنسي واعترف معظم المشتغلين بالتعليم في القارة الأوربية بأنها جامعة "كون الأكوان" Universitas universit atis، ولعل هذا يرجع إلى أن الملكية كانت توشك على الانهيار. وأدى ارتفاع شأن الجامعات الإقليمية والأجنبية إلى قلة عدد الطلبة المقيدين في جامعة باريس بل إن كلية الآداب وحدها اشتهرت بأنها