سقطت في أيدي الترك فقد طور المستوردون الأوربيون طرقاً برية جديدة تخترق أراضي المغول وبعد أن قضى أوديريك أف بوردنون الراهب الفرنشيسكاني ثلاث سنوات في بكين (١٣٢٣ - ١٣٢٦م) كتب تقريراً إيضاحياً عن رحلته إلى الصين عبر الهند وسومطره وعن رحلة عودته عبر التبت وإيران. وروى كلافيجو-كما سنرى-قصة خلابة عن بعثته إلى تيمور. وأما جوهان شنيتبرجر البافاري الذي أسره الأتراك في نيكوبوليس عام ١٣٩٦ فقد قام بجولة استغرقت ثلاثين عاماً في تركيا وأرمينيا وجورجيا وروسيا وسيبيريا وكتب في مؤلفه"كتاب النهضة" Reisebuch أول وصف لسيبيريا لكاتب من غرب أوربا. وفي سنة ١٥٠٠ نشر جوان دي لاكوزا أحد ربابنة سفن كولمبس خريطة متسعة للعالم توضع لأول مرة بالرسوم الجغرافية استكشافات سيده وفاسكودي جاما وآخرين. كانت الجغرافية دراما متحركة في القرن الخامس عشر ومن أعظم الرسائل أثراً في الجغرافية بصفة خاصة "صورة العالم" che Imago mundi (١٤١٠) للكارينال بييردايلي وهي التي شجعت كولمبس على القيام برحلته بوصفها المحيط الأطلسي بأنه يمكن عبوره في بضعة أيام إذا كانت الريح مواتية. وكان هذا الكتاب واحداً من ست مؤلفات كتبها هذا القسيس المجتهد في الفلك والجغرافية والأرصاد الجوية والرياضيات والمنطق وما وراء الطبيعة وعلم النفس وإصلاح التقويم والكنيسة، وعند ما وجه إليه اللوم لتخصيصه وقتاً طويلاً كهذا للدراسات الدنيوية أجاب بأن على رجل الدين أن يطلع دائماً على العلم بل إنه كان يرى أن في التنجيم شيئاً من العلم وعلى أسس من التنجيم تنبأ بأن المسيحية سوف تتعرض لتغيير كبير في خلال مائة عام كما تنبأ بأحداث تهز العالم في عام ١٧٨٩.
وخير فكرة في القرن الرابع عشر كانت في علم الطبيعة ويرجع الفضل إلى دبتريش أوف فرايبورج في أنه قدم لنا بالذات تفسيرنا الحديث